الثقافي

بيت الغشام يحتفي بـ «هن» عزيزة الحبسية

في أمسية احتضنها النادي الثقافي

أشاد سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام بالقيمة التي يمثلها كتاب «هن» للمؤلفة الصحفية عزيزة الحبسية كونه توثيقا لمرحلة عطاء مهمة في مسيرة النهضة العمانية المعاصرة، مضيفا أنها فترة مهمة تعطي الأجيال اللاحقة دافعية وتحملها مسؤولية استمرار البناء.

وأشار الجابري لدى رعايته حفل تدشين الكتاب في النادي الثقافي بأن الجهد الصحفي المبذول في التوثيق على قدر كبير من الأهمية لأنه قدم نماذج أعطت الكثير في مرحلة بناء صعبة، أسست لما بعدها، وأن المسيرة النسوية مستمرة بذات الروح حيث أعطت الرائدات اللاتي حاورتهن الصحفية عزيزة الحبسية الدافعية القوية لبناء الحاضر والمستقبل.

وأشار الإعلامي محمد بن سيف الرحبي، مدير عام مؤسسة بيت الغشام،  في كلمته إلى جانب من المسيرة الصحفية المشتركة بينه والمؤلفة، خلال النصف الثاني من فترة ثمانينيات القرن الماضي، ولنحو عشرين عاما، منوها بجرأة الحبسية في تناولها للقضايا الاجتماعية، عبر التحقيقات أو المقالات، أو الحوارات التي شكلت زادا معرفيا يمكن الرجوع إليه الآن للنظر إلى صعوبات البناء في تلك المرحلة المبكرة من عمر النهضة الحديثة.

وقدم الدكتور محمد بن سيف الحبسي، أستاذ المسرح بجامعة السلطان قابوس، قراءة في كتاب «هن» باعتباره توثيقا نسويا عمانيا لحقبة العمل وحقبة إرساء القواعد البنيوية والاجتماعية والتعليمية والثقافية في السلطنة، وأشار إلى أن الكتاب الصادر عن دار الغشام في 247 صفحة يتكون من ثلاثة فصول رصدت جهود العمانيات وتطلعهن لمستقبل أفضل.

وكان الحوار الأول مع آسيا الخروصية التي توجت جهود غربتها في دراسة التمريض في الستينات من القرن الماضي، حيث كان ينقل المريض من الولاية إلى مستشفى النهضة بالعاصمة بواسطة «البيك أب»، كما رصد الكتاب قيام أول مديرية عامة للمرأة في السلطنة، فاهتمام الحكومة بالعنصر النسائي يجسد أهمية بناية الإنسان، وقد قامت الحبسية بإجراء حوار مع هدى الغزالية في يونيو 1989 التي أوضحت بدورها أن تخرج المرأة من مراكز التأهيل في ذلك الوقت يعطي مؤشرا لتهيئتها لمساعدة أهلها ومجتمعها، حيث تقدم المديرية الدعم للمرأة من خلال غرس مفهوم العمل التطوعي.

وفي حوار مع السيدة وفاء البوسعيدية حرم وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في أكتوبر 1989، أكدت على أهمية التمسك بالهوية العمانية في كل جوانبها في مرحلة التنمية والبناء، كما رصدت الكاتبة في حواراتها مع القيادات العمانية نموذجا عمانيا تمثل في السيدة دعد آل سعيد التي استلمت راية العمل في جمعية المرأة العمانية في إحدى فتراتها، وكان الحوار في يونيو 1993، وقالت فيه: إن نقطة الانطلاق إلى مشاكل وهموم واهتمامات المرأة هي جمعيات المرأة العمانية، وعندما تكون الجمعية في العاصمة مسقط فبالتأكيد يكون العبء الملقى عليها أثقل حملا لأنها الجمعية الأم.
أما حوارها مع عايدة الحجرية مديرة دائرة الخدمات الصحية بالمديرية العامة لتنمية المجتمعات المحلية، فقد عبرت فيه الحجرية عن أسباب اختيار مشروع تنمية المرأة الريفية ضمن مشروعات عالمية في الأمم المتحدة عام 1985، والتي أكدت فيه إن المرأة الريفية تعايش العادات والتقاليد، وتحاول الاستفادة من مكاسب النهضة، كما طالبت بمزيد من الدراسات والبحوث حول أوضاع وخصائص ومشكلات المرأة الريفية.
وفي حوار آخر حول الاهتمام بالطفل المعوق في السلطنة أجرت الحبسية حوارا مع عائشة الريامية التي قدمت الكثير فيما يتعلق بالطفل في السلطنة، كما سلطت راية الريامية الضوء بجهودها على تغيير القناعة ضد المعوق وذلك في حوار نشر في أبريل 1992، أشارت فيه إلى تخصيص برنامج صغير لتأهيل وتدريب الطفل المعوق بجمعية المرأة في مسقط، وكانت البداية في أواخر السبعينات، حيث كان عدد الأطفال ضئيلا جدا بسبب عدم اقتناع بعض أولياء الأمور بالفكرة، وتحرج البعض من الإشارة إلى طفل معوق ضمن العائلة، مبينة الجهود التي تم بذلها لإقناع هؤلاء العائلات، وتقديم الرعاية لمن يحتاجها بكل الولايات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق