العام

حكاية صبر وكفاح.. شابة تبلغ أعلى ٨ قمم في العالم

رغم التحديات التي يمررن بها بعض الشابات في لبنان، إلا أنهن لا يستسلمن، بل ينهضن ويتغلبن على واقعهن، ويتحولن إلى ملهمات نجاح لغيرهن.

جويس عزام، مهندسة ثلاثينية وضعت نصب عينيها هدف التميز، وتطلعت إلى بلوغ القمة، وليست أي قمة، استطاعت الوصول إلى أعلى ثمانِ قمم بالعالم، آخرها “إفرست” (8.848 مترا، أعلى جبل على وجه الأرض)، لتكون بذلك الوحيدة التي نجحت في الوصول إليها بين 71 امرأة حاولن ذلك.

قصة جويس مع الرياضة بدأت منذ مايو 2006، عندما اكتشفت للمرة الأولى جبل القرنة السوداء (أعلى جبال لبنان)، وتبلورت هواية التسلق لديها، مع شعورها بالنجاح، آنذاك، في الوصول إلى قمته.

وتتحدث عزام، أن حلم اكتشاف القمم العالمية راودها بعد ذلك، فوضعت خريطة العالم أمامها وقالت لنفسها: “جويس انطلقي”.

وتضيف: “وقتها (عام 2012) واجهتُ تحديات عدة، أولا على مستوى مجتمعي، الذي يرى  أن هذه المحاولات خروجا عن العادات والتقاليد. كنت أسمع انتقادات كثيرة، ومن أبرزها أن هذه الرياضة ستجعلني أفقد أنوثتي، وأخسر دراستي في كلية الهندسة”.

وعن القمم التي تسلقتها تروي قائلة: “وصلت إلى قمم جبال: دينالي، البالغ ارتفاعه نحو (6.194 مترا)، وأكونكاغا (6.961 مترا)، وكيليمانغارو (5.895 مترا)، وماونت إلبروس (5.642 مترا)، إضافة إلى ماونت فينسون (4.892 مترا)، وبونكاك جايا (4.884 مترا) وماونت كوسيوزكو (2.228 مترا)”.

وأضافت قائلة: سجلت إنجازا مهما لي عندما رفعت اسم لبنان ببلوغي قمة إفرست في مايو 2019، لأضيفه إلى سلسلة إنجازاتي. أقف الآن أمام مرحلة جديدة تحمل في طياتها كثيرا من الحماسة والتحديات، أتذكر ما قطعته وأنجزته في السابق، وأنظر للمستقبل بمسؤولية أكبر”.

عودة إلى الطفولة

وتعود عزام، في حديثها إلى سنوات الطفولة قائلة: “لا أحب أن أستذكرها، لا سيما أنها كانت أثناء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، والبقاء على قيد الحياة كان الهدف، أنا من عائلة في غاية التواضع والحلم كان مجرّد حلم.. كسر الهواجس والخوف، والإيمان بالأحلام لا حدود له، وليس لطبقة اجتماعية معينة”. وتوضح عزام “شقيقي مدرب رياضي، وأشرف على إعدادي، ولا شك أن هذا الأمر ساعدني في تحديد نوع التمرين الذي يجب أن أقوم به، بعد دراسة طبيعة الجبل الذي سأتسلّقه”.

الحياة الجامعية

أما عن توجهها الجامعي، فتقول عزام: “أحمل شهادة ماجستير في علوم المحافظة على المدن والمباني التاريخية، ودكتوراه في علوم المناظر الطبيعية والبيئية”.

وتستطرد عزام: “أهدف من خلال هواية التسلق، إلى التأكيد لجميع الشباب أن لا شيء مستحيل إذا تسلحنا بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة”، ويجب أن يكونوا مخلصين لأحلامهم”. وفي الختام قالت: “قصتي نقطة ضوء وأمل في هذا العالم”.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق