الفني

عالمهن الخاص الذي لا يمكنهن الاستغناء عنه «حب التصميم» يجمع ثلاث فتيات عمانيات

حوار: شيخة الشحية

الشعارات والإعلانات والبوسترات والكاريكاتيرات وغيرها.. تصاميم إبداعية، لاقت منذ سنوات طريقها المضيء والمتسع وبرامجها المتنوعة التي تزخر بالأدوات الفنية التي تنتج المميز والفريد بجمالياته، برامج متعددة كالاليستريتر، والفوتوشوب، والأفتر افكت، والبريمير، أوجدت للإبداع فضاءات لا نهائية، وكان للقادرين على متعة التحليق سماوات من الإبداع الذي يكتشفون أبعاده الواسعة تجربة بعد أخرى..  علياء وعزة وابتهال، ثلاث فتيات عمانيات حاورتهن (التكوين)، عن عالمهن المترامي فتشكّل من الحوار تصميما يخص مهاراتهن.

البدايات..

نحتاج للمضي للأمام بخطوات واثقة وثابته تؤكد رسوخ خطواتنا ونحن نسير في البدايات، وتشهد عليها وتحتفظ بها، تتحدث ابتهال الفارسية عن بداياتها لتشير إلى أنها كانت مع جلسات الدروس على برنامج اليوتيوب إذ كان التعليم ذاتيا، وهنا اكتشفت أنها من الشخصيات الشغوفة بمجال التصميم فكل يوم كان كفيلا بتعليمها الجديد، فهي لا تحب الرتابة والملل والتقليد بل تحب الخروج عن المألوف. تقول عن تصاميمها: «أحتفظ بها في مدونتي على الشبكة الإلكترونية، والبعض منها يكون خاصا لا أشاركه أحدا، ولدي مجموعة من الأعمال التي أتشاركها مع الأصدقاء في مواقع التواصل الاجتماعي. أما بالنسبة للدعم والتشجيع فقالت بأنها تشجع نفسها دائما وتحفزها على بذل المزيد، وكذلك أهلها وأسرتها التي تجمعها بـ رؤية شباب والأصدقاء المقربون هم أكثر من يشجعونها.

علياء بنت عبدالله الشعيلية (خريجة الكلية العلمية للتصميم) تتحدث عن بداياتها وترى أن الصدفة قادتها إلى هذا العلم، حيث إنها لم تكن تعرف أي شي في التصميم، ولا التخصص الذي تريده ولكن هناك من نصحها به، ولكونها ترسم شخصيات أحبت الفكرة لوجود مادة الأنيميشن فخاضت التجربة كونها أحبت فكرة أن تشاهد رسوماتها حية وتتحرك، مفضلة أن يخرج القليل منه تتشاركه عبر وسائل  التواصل الاجتماعي، محتفظة بالبقية في حاسوبها.

أما عزة البروانية (خريجة إحصاء من جامعة السلطان قابوس) فأشارت إلى أن بداياتها كانت من المدرسة حيث بدأت بتعلم أحد برامج التصميم للمشاركة في مسابقة على مستوى السلطنة، وحفزها تحقيقها لمركز متقدم على إكمال المسير في مجال التصميم والتعمق فيه فانضمت إلى مجموعة الحاسب الآلي بالجامعة، وتوالت بعدها المشاركات والإنجازات… وتضع عزة تصاميمها على بعض مواقع التواصل، كما تحتفظ بمجموعة منها ورقيا، مؤكدة أن أن والدتها هي الداعم الأول لها، ولا تنسى تشجيع الأهل والأقارب والأصدقاء.

 صعوبات وتحديات..

قد تكون الدروب المؤدية للنجاح سهلة وميسرة ولكن في بعض الأحيان تدركنا المطبات والمتاعب لذلك كان لابد من وجود العزيمة والإصرار والتحدي للعبور من خلالها، تقول علياء الشعيلية: «من الطبيعي التعرض للتحديات والصعوبات ولكن التحدي الأكبر هو كيفية المثابرة والتغلب عليها والاستمرار في التطوير والتعلم سعياً للابتكار المختلف». أما عزة البروانية فترى أن الأمر طبيعي جدا، لكنها تجد أن إقناع الزبائن، وقدرة المصمم على تبسيط فكرة العمل في تصميم واحد في فترة زمنية قصيرة من أكبر الصعوبات، ولكن يمكن التغلب عليها مع التطوير والممارسة، وتشير ابتهال الفارسية إلى خلو مشوارها من أية صعوبات، مؤكدة في الوقت نفسه بأنها على استعداد تام للتغلب على كل الصعوبات التي قد تواجهها مستقبلاً.

الإنجازات..

جميل أن يرى المرء إبداعاته وإنجازاته من خلال مشاركاته في الدورات، والمهرجانات، والمسابقات وغيرها، والتي بدورها تعدُ حافزا أساسيا لبذل المزيد من العطاء والتقدم، تقول ابتهال الفارسية: «شاركت في العديد من الدورات في التصميم والمونتاج والموشن جرافيك والتي طالما أشعرتني بالشغف وصنعت من شخصيتي، ومشاركتي في دورة الواقع الافتراضي بـ «عمان الرقمية» كانت السبب وراء صناعة الشخصية القيادية بالنسبة لي».

ولها عدة مشاركات على المستوى المحلي والاقليمي أبرزها مشاركتها في المخيم الشبابي في بيروت، ومشاركتها في مسابقة ساس 48 لتطوير الهواتف الذكية وحصولها على المركز الأول فيها، كما حازت على المركز الأول لتصميم شعار جماعة الطب. أما عن عدد التصاميم التي تمتلكها فقالت: «لدي الكثير من التصاميم ولا يمكن أن أحصرها كوني أعمل في هذا المجال منذ أكثر من سبع سنوات، بالإضافة إلى البوسترات والشعارات التي قمت بعملها لشركات ومؤسسات وفرق تطوعية والتي لا يحق لي أن أمتلكها لأنني أخذت مقابلها عائداً مادياً وبالتالي تصبح خاصة بهم «. وحدثتنا عن مشروعها الخاص فقالت: «متجر ريفوريتا، متجري الصغير الذي أعتبره متنفسا لي، بعيدا عن معارفي، ورسالتي التي أحب أن أوصلها من خلال هذا المتجر هي أنه عندما يصلكم شيء صنع باليد فأنت لا تحصل على مجرد غرض، بل على عشرات الساعات من الإحباط والتجارب والأمل، ولحظات المتعة، فبالتالي تحصل على جزء من روح، وقطعة من حياة شخص آخر، فأنت تأخذ قطعة صُنعت بحُب، والمتجر يوفر مجموعة من الهدايا الجميلة واللطيفة لأصدقائكم ولمختلف المناسبات».

أما علياء الشعيلية فقالت عن مشاركاتها: «شاركت في دورات الرسم الزيتي مع الفنان التشكيلي الأستاذ سعود الحنيني، ودورات تصميم عدة،  وكذلك دورات في الأنميشن. كما أنني عملت في عدة  شركات قبل التحاقي للدراسة في اكاديمية كرتون نت ورك العربية للرسوم المتحركة، وحصلت على شهادة تدريب مدة سنتين معتمدة من  الأكاديمية في مجال الرسوم المتحركة وكانت التتجربة ممتعة، كما أنني عملت على أحد الأفلام القصيرة للمختبر الإبداعي في أبوظبي».

وشاركت عزة البروانية في العديد والكثير من الدورات كان أبرزها تصميم مجلة عالم الحاسوب في مايو 2013، وحصولها على المركز الأول في مسابقة أفضل انفوجرافيك إحصائي في 2016، وتعتبر انضمامها كمصممة إلى فريق «صوتي حياة» التطوعي من أهم الفرص التي حصلت عليها.

منافسة..

التطوير والتجديد وحب الاختلاف والتنوع جميعها تدخل ضمن حب التميز والتفرد والمنافسة الشريفة، التي لابد أن يستشعرها الغالبية لتحقيق الطموح، تقول عزة البروانية: «من الضروري جدا أن يواكب المصمم ويتابع كل ما هو جديد في عالم البرامج والتصاميم، كما يمكن الاستفادة من متابعة المصممين الأقدم والأكثر خبرة ولابد أن نلفت الانتباه إلى ضرورة القراءة والاطلاع لتوسيع مداركنا وأفكارنا وإلهامنا، لأنها تصقل عقل المصمم وتطور من نظرته الفنية. كما أننا يمكن أن نحقق المنافسة كون عدد المصممين في تزايد مستمر ولكن يبقى لكل مصمم لمسته وشخصيته الخاصة في التصميم، كما أن مجالات التصميم متنوعة وكل شخص يمكن أن يكون متميزاً في مجال أكثر من غيره».

وترى علياء الشعيلية أن المراجع من أهم الأشياء التي تعتمدها في أي تصميم أو عمل وهي عبارة عن مواقع تغذي بصرها وتلهم أفكارها، بالإضافة إلى مراجع الكتب التي لها الدور الكبير في التغذية البصرية لدى المصممين. وقالت: «الساحة مليئة بالمنافسين من مختلف الجنسيات والأعمار ولازلت أبحث عن اسلوب خاص بي فمراحل التطوير والتعلم بحر واسع وعميق، والممارسة والتدريب يمكن أن تأخذ بيدنا نحو التطور وكذلك تقبل النقد والأخذ بالآراء، وكذلك الاستماع إلى تجارب الفنانين والخبراء».

وأشارت ابتهال الفارسية إلى أن متابعاتها الكثيرة لحسابات ومواقع تعتبرها متنفساً لتغذيتها البصرية وأضافت: «تعلم كل ما هو جديد وعدم الرضى بالوقوف عند حد معين لابد له من أن يوسع الأفكار وينمي المهارات ويكتشف الجديد فعالم التصميم لا يقف على شيء واحد فهناك فكرة، وألوان، وموضوع، ورؤية لمدى ارتباط المكونات البصرية في التصميم الواحد».

آمال وطموحات..

لا يستمر الإبداع إلا بالطموحات التي تدفعنا دائما إلى تحقيق المزيد، وإلى بذل الكثير من الوقت والجهد من أجل تحقيق الآمال والأحلام، تقول علياء الشعيلية: «أريد أنا أدخل عالم الرسوم المتحركة بعمق أكثر، وأن أعمل في أكبر الاستوديوهات الخاصة بها فأجد نفسي هنا في هذا المكان كثيرا، وأقدم نصيحتي للجميع بالتعلم والاجتهاد فلا شيء يأتينا سهلاً، ويجب أن لا نجعل الإحباط يوقفنا عن المضي قدما فهو مطبة نعبر من خلالها إلى النجاح فالمثابر لابد له أن يصل».

وأشارت ابتهال الفارسية إلى أن محل ريفوريتا نشط على الإنستجرام لذا كان طموحها أن ترى هذا المشروع مشرقاً على أرض الواقع، وتحلم بأن تكون لها شركتها الخاصة في مجال التصميم والإنتاج الفني. ووجهت نصيحتها قائلة: «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم».

وقالت عزة البروانية: «أتمنى أن أصل إلى المستوى الذي أتمناه وأتوسع في برامج التصميم بأنواعها المختلفة وأن أبدأ مشروعي الخاص في هذا المجال بعن الله». وأضافت: «الوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق