الثقافي

الأزياء التقليدية النسائية في طوابع البريد العمانية

خالد المعمري

باحث في التاريخ البريدي

 

نعلم جيدا أن الطابع البريدي يعد سفيرا للبلد، لأنه يجوب العالم بدون جواز سفر، ولذلك ينقل تاريخنا وعاداتنا وإرثنا الثقافي إلى الأمم الأخرى من خلال الصورة الموجودة على الطابع ويعرف بهويتنا وتراثنا الحضاري، ومثالا على ذلك الخنجر العماني الذي يدل على الهوية العمانية والأصالة والشموخ. وللأزياء العمانية التقليدية النسائية في عمان ميزة خاصة عن غيرها من خلال تنوعها وأناقتها وجمالها.

  ورغم التطور والتحولات التي أوجدتها الصناعات الحديثة، إلا المرأة العمانية لا زالت محافظة على هذه الأزياء، ما يدل على ارتباط المرأة واعتزازها بهويتها ووعيها بأهمية الحفاظ على هذه الهوية من الاندثار والذوبان. ومما لا شك فيه أن الزي التقليدي جزء لا يتجزأ من تراث هذا الوطن.

وما يميز السلطنة تعدد هذه الأزياء وتنوعها إذ توجد أزياء تقليدية لكل محافظة وولاية  تشتهر بها وتختلف من منطقة إلى أخرى، ودائما ما نجد الأزياء التقليدية حاضرة في أبهى حللها في المناسبات وخاصة الأعراس والأعياد. ويمتزج اللباس التقليدي في تفاصيله بالكثير من التطريز والشغل اليدوي، ولا يكتمل الزي النسائي في سلطنة عمان إلا بإضافة الحلي الفضية والذهبية، وأيضا كما هو متعارف وشائع بأن أهم مكونات الأزياء العمانية التقليدية تتمثل في ثلاث قطع رئيسية وهي الحجاب والثوب والسروال، وأغلبها مطرزة يدويا، لذلك نجد الإتقان والبراعة والدقة في صياغتها، وهذا ما يميزها عن بقية الملبوسات الحديثة، مع وجود اختلاف في المسميات من محافظة إلى أخرى. وأحيانا حتى في بعض المحافظات نفسها يختلف الزي والمسمى من منطقة إلى أخرى.

 وكما هو الحال في محافظات الشرقية نجد الأزياء تختلف  وتتنوع، فالزي الصوري يختلف عن زي ولاية إبراء، وأحيانا يتشابه مع الملابس الجعلانية وملابس الكامل والوافي. وأهم ما يتميز به زي الشرقية  القبعة وهي عبارة عن قماش خفيف منسوج من خيوط الحرير وتطرز بنقوش مزخرفة، وأغلب هذه الأزياء تنسج بالخيوط الذهبية والفضية.


وتتشابه بعض المحافظات في طريقة تصميم الزي التقليدي مثل الباطنة ومسندم والظاهرة والبريمي نظرا لقربها من بعض، مع وجود اختلافات بسيطة، حيث ترتدي المرأة الثوب الطويل متعدد الألوان ومزركش برسومات مختلفة، وتطرز الأكمام بخيوط ذهبية أو فضية.


أما محافظة الداخلة فالزي عبارة عن ثوب قصير يمتد إلى أسفل الركبة قليلاً،  واشتهرت المرأه هناك بلحاف الرأس أو ما يعرف بالوقاية التي تنسج بخيوط من الصوف الملون المعقود لتشكل العقام، وذلك لشد الوقاية على الرأس.


وكما هو معروف في محافظة ظفار، مع تنوع البيئة الساحلية والجبلية والبادية، يطلق على الزي النسائي (أبو ذيل) وهو من المخمل أو القطن المطعم بفصوص من الفضة والخرز.


أما في محافظة الوسطى  فتحيا المرأة حياة البادية، ويكون الزي أقرب إلى أزياء محافظات الشرقة، ولكن ما يميز المحافظة البرقع الذي اشتهرت به المرأة بالوسطى بتتعدد أشكاله.


ولا نغفل عن دور الأزياء وتنوعها في العاصمة مسقط، فهي تتنوع بتنوع التركيبة السكانية ووجود الجاليات القادمة من مختلف الدول، لذا تطور الزي وصارت له أشكاله المتعددة مع الحفاظ على الهوية الوطنية.

 

كل هذا المؤروث الشعبي والثقافي جسدته الطوابع في التصاميم التى تلف العالم لتعرف الشعوب بتاريخنا وتراثنا الخالد وهويتنا العمانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق