السياحي

روعة التجول في كوينزلاند الاسترالية

 

تمتاز بحيرة ماكنزي بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة، وعادة ما يتم استعمال صور هذه البحيرة للترويج للسياحة في جزيرة فريرز وجميع المناطق الأخرى في ولاية كوينزلاند الاسترالية؛ حيث تسود هنا أجواء هادئة تماما ويتحول اللون الفيروزي للمياه إلى اللون الأزرق الداكن، ومن الخلف تظهر الشمس الذهبية في الصباح وهي ترسل أشعتها الدافئة على قمم الرمال وأشجار الأوكالبتوس. وقبل تفشي فيروس كورونا كانت هذه المنطقة تستقبل نصف مليون سائح سنويا للاستحمام في المياه الفيروزية الرقراقة.

ويمكن للسياح الاستمتاع بروعة هذه المشاهد الطبيعية الجميلة للبحيرة دون إزعاج من خلال قضاء يوم وليلة بها، ولكن من الأفضل أن يقوم السياح بالتجول لعدة أيام على الجزيرة وسط الغابات الاستوائية المهجورة في أجزاء كبيرة منها، والوصول إلى البحيرات، التي لا يمكن زيارتها إلا بواسطة سيارات الأراضي الوعرة، وتبدأ الجولة السياحية في قرية “ديلي فيلدج” على الساحل الشرقي.

وتنطلق المجموعة السياحية في الجولة، التي تمتد لثلاثة أيام على طريق رملي وسط أشجار الأوكالبتوس والشجيرات، وخلال الجولة يشرح المرشد السياحي “جراهام ميدلميس” الكثير من المعلومات عن كل شجرة تقريبا.

 

قبائل البوتشولا:

ويقوم السكان المحليون من قبائل البوتشولا بطحن مخاريط نباتات السيكاسيات، وإعداد الخبز من الدقيق الناعم، وعندما تذوق رجال جميس كوك هذه المخبوزات أصابهم المرض؛ لأن بطونهم لم تعتاد على هذه السموم، وقد اعتقد المستكشف البريطاني أنه يبحر قبالة شبه جزيرة وأطلق عليها اسم “جريت ساندي”، ولكن قبائل البوتشولا، الذين عاشوا على هذه الجزيرة منذ آلاف السنين، يطلقون عليها اسم “كجاري” بمعنى الجنة.

 

أكبر جزيرة رملية في العالم:

وتشتهر أكبر جزيرة رملية في العالم حاليا باسم “إليزا فريرز”، وقد عانت المرأة الإسكتلندية وزوجها من غرق قاربهما عام 1836 قبالة الجزيرة وعاشا كعبيد لمدة سبعة أشهر لدى قبائل البوتشولا.

وقد حققت قصة الرعب الخيالية مبيعات كبيرة، وكانت بمثابة بداية النهاية لقبائل البوتشولا؛ حيث جاء الحطابون لقطع الأشجار العملاقة، كما تم طرد آخر 4000 شخص من قبال البوتشولا عام 1904، إلا أنهم عادوا حاليا ويعملون كحراس في المحمية الطبيعية.

 

البيئات الطبيعية السبع:

وأكد المرشد السياحي جراهام ميدلميس أن قبائل البوتشولا تكره اسم جزيرة “إليزا فريزر”، وقد ناضلوا أمام المحكمة لسنوات لكي يحصلوا على تعويضات، أو أن تحمل المحمية الطبيعية اسم “كجاري” على الأقل، وتضم هذه المحمية الطبيعية البيئات الطبيعية السبع في الجزيرة بدءا من الكثبان الرملية مرورا بأشجار المانجروف ووصولا إلى الغابات المطيرة، وتعتبر هذه المحمية الطبيعية موطنا للتنوع البيولوجي الهائل.

وعلى الرغم من كل هذا التنوع لا يشاهد السياح الكثير من الحيوانات في الغابة، ولا يبدو في الصورة سوى بعض الكائنات الملونة على جذوع الأشجار، وبطبيعة الحال لا يرغب أحد في مقابلة أفعى الموت السامة، أو ثعابين التايبان السامة للغاية وسط الشجيرات، ويتعين على السياح عدم خلع أحذيتهم حتى يصلوا إلى البحيرة الأولى.

 

أكبر بحيرة للمياه الجوفية في العالم:

وتعتبر بحيرة “بومانجين” أكبر بحيرة للمياه الجوفية في العالم، وأوضح المرشد السياحي جراهام ميدلميس أن هذه البحيرة تعد واحدة من البحيرات القلائل، التي يتم إمدادها بالمياه بواسطة الجداول الصغيرة، ولكن في الأصل تعتبر هذه البحيرات بمثابة أحواض لتجميع مياه الأمطار.

وتتكون أرضية البحيرة من صخور القهوة، وهي عبارة عن خليط من أوراق الأشجار المتعفنة والرمال، ونظرا لطول المسير تفوح من المتجولين رائحة العرق، التي تجعلهم يقفزون في هذا الحوض، إلا أن هناك مسافة في الطريق يجب قطعها، كما أن البحيرة التالية ليست بعيدة، وعلى الرغم من أن بحيرة “بينارون” أصغر في المساحة إلا أن مياهها أكثر نقاءً، كما أن المخيم يقع على ضفة البحيرة مباشرة.

وأكد المرشد السياحي أن المخيم خاوي حاليا؛ نظرا لأنه يُسمح للمتجولين بالمبيت هنا فقط، كما أن الجولات السياحية بسيارات الجيب لها مكان خاص بها، وقد قام السائق بنصب الخيمة وإعداد طاولة الطعام، التي يظهر عليها أربعة أنواع من الجبن وشرائح المانجو والكيوي والفراولة، وكانت المعكرونة هي الطبق الرئيسي مع بعض المشروبات المثلجة، ولا يعكر صفو هذه اللحظات الرومانسية وسط الطبيعة سوى طنين البعوض بجانب الأذن باستمرار، ولذلك تناول السياح الطعام بسرعة وعادوا إلى الخيمة.

ومع ضوء الصباح كانت المجموعة السياحية مستيقظة تماما، وذهبوا إلى البحيرة الهادئة، وأشار المرشد السياحي إلى أنه لحسن الحظ لم تكن هناك تماسيح في البحيرة خلال الليلة الماضية، ومع ذلك لا يمكن للسياح الاسترخاء تماما في البحيرة بسبب ثعابين الأسماك السامة، التي تعيش في المياه، وينصح المرشد السياحي بضرورة الخروج من المياه على الفور إذا لاحظ السياح عصا تتجه نحوهم.

بحيرة “برابين”:

وفي الجزء التالي من الجولة يمكن للسياح التجول بملابس السباحة؛ حيث تنتظرهم بحيرة “برابين”، وعندما وصلت المجموعة السياحية إلى شاطئ البحيرة تجولوا لمسافة طويلة بمحاذاة الشاطئ وتسلقوا أشجار الأوكالبتوس الطويلة، ويظهر في هذا المشهد البديع أيضا بعض الزواحف وهي متدلية من فروع الأشجار، كما يصرخ طائر الكوكاتو في مكان ما حول البحيرة.

 

تراث طبيعي عالمي:

ويمر مسار جولة التجول بعد ذلك فوق سلسلة من التلال العالية، ويحيط بمسار التجول غابة كثيفة من أشجار الكوري، التي يبلغ ارتفاعها 50 مترا، وقد أدرجت منظمة اليونسكو الجزيرة ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي عام 1992، ومنذ ذلك الحين أوقفت شركات الأخشاب الأعمال المدمرة للطبيعة.

وبعد استراحة الغذاء توجه السياح إلى وادي الغابات المطيرة “بيله فالي”، والذي يعتبر بمثابة محمية طبيعية منذ 1936، وينساب عبر الوادي جدول به مياه صافية، وعلى جانبه ضفتان من الرمال النقية البيضاء وينمو فوقها أشجار النخيل بيكابين، بالإضافة إلى بعض الشجيرات ونباتات السرخس القديم.

وعلى الجانب الآخر من الوادي تقل كثافة الأشجار في الغابة، ويمر طريق الرحلة بعد ذلك عبر سلسلة من التلال وبعد المسير لمدة ساعة يصل السياح إلى بحيرة شبه مستديرة من مياه الأمطار النقية، ولذلك فإنها تعتبر أكثر صفاء ونقاء من البحيرات السابقة، كما تنمو الأعشاب على الشاطئ الرملي للبحيرة.

 

واحة خضراء:

وفي صباح اليوم التالي يشاهد السياح بحيرة “وابي”، التي تشبه الواحة الخضراء وسط الصحراء؛ حيث تظهر وسط الكثبان الرملية المرتفعة ومن خلفها تهب نسمات البحر العليلة، وهنا يستحم السياح للمرة الأخيرة، ويشاهدون ظلال الأسماك الكبيرة في المياه بينما يحلق طائر الكوكاتو في السماء.

وانطلاقا من هذا المكان يمكن بدء جولة تجول جديدة على المسار “جريت ووك”، الذي يشق طريقه وسط الغابة لمسافة 96 كلم، وهنا ينعم السياح بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، التي لا تمحى من الذاكرة.

 

 

 

المصدر  (د ب أ)

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق