مقالات

بديع الزمان النّورسي.. ورسائل النور

زاهر بن حارث المحروقي

كثيرٌ من المسلمين لا يعرفون شيئًا عن بديع الزمان سعيد النورسي، وعمّا قدّم من خدمات للإسلام، خاصةً في تركيا بعد سقوط الخلافة العثمانية؛ إذ اجتهد النورسي للحفاظ على الإسلام هناك، وكافح لتحقيق ذلك، منتقلا من سجن إلى آخر ومن منفى إلى آخر، فأثمرت جهوده في الحفاظ على الدين الإسلامي، قبل أن تتحوّل تركيا إلى أندلس أخرى، بسبب سياسة التغريب التي اتبعها مصطفى كمال أتاتورك. ورغم أنّ بعض القنوات الفضائية العربية مثل «الجزيرة» و «الميادين» و»الشارقة»، اهتمت بشخصية سعيد النورسي، كما اهتم به بعض الكتّاب العرب عن طريق الكتابات المتفرقة، إلا أنّ مقالا كتبه د. محمد عمارة عن النورسي، بعنوان «سجين يحاكم سجّانيه»، نشر في موقع «عربي21» في الأول من مارس 2019، هو الذي جعلني أبحث عن هذه الشخصية، وأهتم بمؤلفاته التي سُمِّيت بـ «رسائل النور». وكان ملخص ما كتبه د. عمارة، أنه في عام 1944م، سيق الشيخ النورسي إلى قفص الاتهام، ليحاكم بتهمة العداء للجمهورية والعلمانية. ومن قفص الاتهام، أخذ الشيخ في محاكمة جلاديه، فقال في دفاعه: «إنني بعيدٌ عن مسرح الحياة الاجتماعية منذ خمسة وعشرين عامًا. ولستُ أدري ما الذي آل إليه النظام الجمهوري القائم. فإذا كان في وضع يصدر معه القوانين التي تحدّ من حرية أولئك الذين يعملون لدينهم وآخرتهم، وتضعهم تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة، مفسحًا بذلك المجال لاستشراء الإلحاد واستفحاله، فإني أعلن على مرأى ومسمع منكم جميعًا، ودون أدنى مبالاة، إنه لو كان لي ألفُ روح، فإنني مستعدٌ للتضحية بها جميعًا في سبيل الإيمان والآخرة؛ هذه هي الحقيقة، ونحن نقولها بكلّ قوة. يا من بعتُم دينكم بدنياكم، افعلوا ما شئتم، ستكون الدنيا وبالا عليكم، لقد فُديتْ هذه الدعوة المقدسة بملايين الأبطال، ونحن مستعدون لأن نفديها بأرواحنا. إننا نفضِّل البقاء في السجن ألف مرة على أن نرى الحرمات تنتهك». وبهذه الشجاعة التي لا يرقى إليها إلا من كان مع الله، فكان الله معه، حاكمَ المسجون ساجنيه؛ بل وحاكم نظام مصطفى كمال أتاتورك.
يُعتبر بديع الزمان سعيد النورسي، أحدَ أعظم رجال العصر الحديث في تركيا؛ فقد نشر دعوته بحكمة وهدوء، بعيدًا عن السياسة ومتغيّراتها؛ وانطلقت دعوته من تأملاته للقرآن الكريم، والتي كان يبثها عبر محاضراته ورسائله والتي تُعتبرُ كنزًا دعويًا مهمًّا، سميت برسائل النور، نسبة إلى نور القرآن الكريم، وتيمّنًا باسم والدته نورية بنت ملا طاهر، وأخذًا من الحروف الأولى لقريته التي ولد فيها وهي قرية «نورْس»، التي تقع شرق الأناضول. ورسائلُ النور متوفرة باللغة العربية في عشرة مجلدات، قام بترجمتها، د. إحسان قاسم الصالحي رئيس مركز أبحاث ودراسات رسائل النور بإسطنبول؛ وتجمع المجلدات الثمانية الأولى مؤلفات الشيخ النورسي، ويضم المجلد التاسع، السيرة الذاتية، فيما جاء في المجلد العاشر الفهارس الكاملة لمجموعة رسائل النور. وألف سعيد النورسي هذه الرسائل، عندما كان في السجن أو في المنفى بين عامي 1926 – 1950م، وشملت تفسيرات قيّمة لآيات القرآن الكريم، وتوجيهات دعوية لإرشاد المسلمين باللغة التركية، وزاد عددها على مائة وثلاثين رسالة. وكانت هذه الرسائل تكتب وتنشر بصورة سرية، حيث لاقت محاربة شديدة من قبل نظام الحكم في تركيا في ذلك الوقت. (ورغم عُمق تلك الرسائل، إلا أني في قراءتي لها وجدتُ عدم المنهجية في ترتيب المواضيع، لدرجة تشتيت ذهن القارئ، وكذلك هناك مكررات كثيرة، وتطويل لا داعي له، وغالبًا كنتُ أحس بالملل أثناء القراءة، فأترك الكتاب جانبًا. وحتى السيرة الذاتية للنورسي في المجلد التاسع، فإنها مستخلصة من جميع مؤلفاته، بمعنى أنها لم تكن سيرة بالمعنى الحقيقي، إلا أنها أفادت المهتمين بدراسة حياة النورسي).
كان منهاج الشيخ سعيد النورسي، التركيز على الدعوة إلى حقائق الإيمان، والعمل على تهذيب النفوس، محاولةً منه للوقوف أمام المد العلماني والماسوني، بعد سيطرة كمال أتاتورك على السلطة. وفي عام 1908، بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد، بتآمر من «جمعية الاتحاد والترقي» التي رفعت شعار «الوحدة، الحرية، الإصلاحية»، لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين، أسّس بديع الزمان جمعية «الاتحاد المحمدي»، مستخدمًا شعارات الاتحاديين نفسها، لكن بالمفهوم الإسلامي، كشفاً لخدعهم التي يتسترون خلفها، وتجلية لحقيقتهم الماسونية، ممّا سبّب إزعاجًا كبيرًا للسلطات التركية الحاكمة، فما كان منها إلا أن اغرقت حياته بالسجن، والتعذيب، والانتقال من سجن إلى منفى، ومن منفى إلى محاكمة، ومن محاكمة إلى إقامة جبرية وهكذا.
كانت التهم الرئيسة الموجهة إلى النورسي كثيرة، في مقدمتها العمل على هدم الدولة العلمانية، والوقوف ضد سلطة أتاتورك، وإثارة روح التدين في تركيا؛ فيما كرّس النورسي نشاطه ودعوته على مقاومة المد العلماني الذي تمثل في إلغاء الخلافة العثمانية، واستبدال القوانين الوضعية، بالشريعة الإسلامية، وعارض بشدة إلغاء التعليم الديني، ومنع الكتابة بالحروف العربية، وكذلك تغيير الأذان من الكلمات العربية إلى الكلمات التركية، ورفض جعل يوم الأحد يوم الإجازة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة، ومن أقواله: «كما أنه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين، فكذلك لا يناسب اسطنبول أن تلبس أخلاق أوروبا». وكانت التهمة الأساسية التي وجهت إليه هي تأسيس جمعية سرية؛ لكن سعيد النورسي، كان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ من الحجة والبرهان، حتى أصبحت المحاكمات ضده، مجال دعاية له تزيد في عدد أتباعه.
كان التحول المهم في حياة النورسي عام 1899، عندما نما إليه أنّ أوروبا تحيك مؤامرة خبيثة ضد القرآن الكريم، بعدما قرأ خبرًا عن خطاب ألقاه وليم غلادستون وزير المستعمرات البريطانية، في مجلس العموم البريطاني، الذي خاطب النواب وفي يده نسخةٌ من القرآن الكريم قائلاً: «ما دام هذا القرآن بيد المسلمين، فلن نستطيع أن نحكمهم؛ فلا مناص من أن نزيله من الوجود، أو نقطع صلة المسلمين به»؛ فغضب النورسي غضباً شديداً وغيّر اهتمامه للتفرغ لدراسة القرآن وإدراك معانيه وإثبات حقائقه. ولم يعرف بعد ذلك سوى القرآن هدفاً لعلمه وغاية لحياته، وأصبحت المعجزة المعنوية للقرآن دليلاً ومرشداً له. وقال: «لأبرهنن للعالم أنّ القرآن شمسٌ معنويةٌ لا يخبو سناها، ولا يمكن إطفاء نورها».
وفي سيرته، يذكر إحسان الصالحي، أنّ النّورسي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، وسأله أن يدعو الله له أن يفهّمه القرآن، وأن يرزقه العمل به، فبشّره الرسول الكريم بذلك، قائلاً له:»سيوهب لك علم القرآن، شريطة ألا تسأل أحداً شيئاً»؛ وأفاق النورسي من نومه، وكأنما حيزت له الدنيا، وآلى على نفسه ألا يسأل أحداً شيئاً، استجابةً لشرط رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد وهبه الله ما تمنّى، وصار القرآن أستاذه ومرشده وهاديه في الدياجير التي اكتنفت تركيا الكمالية. وفي سبيل هذا الهدف، حاول إنشاء جامعة إسلامية في كردستان؛ فسافر إلى إسطنبول لإقناع المسؤولين بذلك، لكنه لم يفلح في مسعاه. وفي عام 1907 عاد النورسي إلى إسطنبول، وهو يدرك أنّ الإصلاح التعليمي والسياسي هما أساس أي نهضة؛ لذا قدم التماساً إلى السلطان عبدالحميد الثاني يطلب منه فتح مدارس للعلوم الرياضية والطبيعية إلى جانب المدارس الدينية، وخصوصاً في كردستان، حيث كان يسود الجهل والتخلف والفقر. كما طلب من السلطنة العثمانية القيام بواجباتها تجاه المسلمين في كلّ أنحاء العالم قائلاً: «إنّ مقام الخلافة لا ينحصر في إقامة شعائر صلاة الجمعة، فكما أنّ للخلافة قدرة وقوة معنوية، يجب أن تكون لها القدرة المادية التي تكفل مصالح الأمة المحمدية في أقطار الأرض جميعاً».
عندما قابل الشيخ النورسي، السلطان عبد الحميد، انتقد الاستبداد ونظام الأمن واستخبارات القصر «يلدز»، فأثار عليه حاشية السلطان، وأحالوه إلى محكمة عسكرية. وكان النورسي في منتهى الشجاعة في التعبير عن رأيه أمام القضاة العسكريين؛ الأمر الذي جعل رئيس المحكمة يحيله إلى الأطباء النفسانيين، للتأكد من سلامة قواه العقلية؛ فأحيل إلى مستشفى «طوب طاش» للمجانين. وعندما حضر طبيب نفساني إلى المستشفى، لفحص قواه العقلية، بادره النورسي بحديث عميق، فما كان من الطبيب إلا أن يكتب في تقريره: «لو كانت هناك ذرّة واحدة من الجنون عند بديع الزمان، لما وُجد عاقل واحد على وجه الأرض».
يعرّف الشيخ سعيد النورسي نفسه، بتسميتين؛ الأولى سعيد القديم، وهي الفترة التي كان مهتمًا فيها بشؤون السياسة والشؤون العامة، وسعيد الجديد، عندما ترك الاهتمام بالسياسة واتجه إلى الاهتمام بعلوم القرآن فقط. إلا أنّ هناك من يرى أنّ تخلي جماعة النور عن السياسة، واتخاذ النورسي شعار «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة»، وذلك منذ عام 1921، قد ترك أثراً سلبيّاً على أتباعها، إذ وقع بعضهم فريسة لأحزاب علمانية، كما يؤخذ على الشيخ النورسي، تخليه عن مساندة الشيخ سعيد بيران الكردي الذي قام بثورة مؤيدة للخلافة ضد أتاتورك سنة 1925، حيث حدثت معارك رهيبة بينه وبين الكماليين في منطقة «ديار بكر»، سقط فيها آلاف من المسلمين، وهرب أكثر من 300 ألف كردي إلى سوريا التي استوطنوها إلى الآن، (والمفارقة العجيبة، أنّ أردوغان، بعد 90 عامًا، أكمل ما بدأه أتاتورك، فشن هجومًا على أحفاد أولئك الذين قاتلهم وشردهم أتاتورك إلى سوريا) وكانت حجة النورسي في عدم مساندة الشيخ بيران، انطلاقًا من فكره في وجوب جهاد النفس أولاً، ثم الدعوة إلى تنوير الأفكار، وقد نادت الجماعة بإصلاح القلوب وعدم الدخول في معارك داخلية مع المخالفين المسلمين سواء كانوا حكاماً، أو محكومين، والتزام طريق الدعوة السلمية، والتطور التدريجي، ولا يلجأ إلى الجهاد المسلح إلا ضد العدو الخارجي من الكفار والزنادقة. ومن أقواله :»إنّ دعوتنا هي الإيمان.. والجهادُ يلي الإيمان.. وإنّ زماننا هذا، هو زمان خدمة الإيمان.. ووظيفتنا هي الإيمان.. وخدمتنا تنحصر في الإيمان..». ومع ذلك فإنّ هذا الموقف لم يشفع له من غضب حكومة أنقرة، التي أمرت بالقبض عليه، ونقله إلى إسطنبول، ثم إلى بوردور وأخيرًا نُفيَ إلى بارلا. وأجدُني وأنا أقرأ سيرة الشيخ النورسي أطرح أسئلة: هل كان التوجه إلى جهاد النفس وإلى التفرغ للعبادة نافعًا في وقت كهذا؟، وهل كان هذا الأسلوب مطلوبًا في فترة تشهد فيها تركيا حربًا ضد الإسلام؟!، وهل كان من المنطق أن يترك النورسي، الشيخ بيران يواجه أتاتورك عسكريًا وحده، بحجة أنّ الجهاد يجب أن يكون جهاد النفس؟!. لقد اتفق الرجلان (النورسي – بيران ) في الغاية، واختلافا في الوسيلة؛ فيرى أتباع كلِّ طرف أنّ الطرف الآخر أضرّ بالقضية؛ وهي مسألة كثيرًا ما تكررت عبر التاريخ. ولكن يبقى أن نقول: إنّ النورسي نجح في الحفاظ على الدين الإسلامي في تركيا، فيما فشل في الوقوف ضد التغريب الذي اتجه إليه أتاتورك، إلا أنّ جهاده في ذلك يشفع له.
أمضى النورسي في بارلا ثماني سنوات ونصف السنة، ألَّفَ فيها أكثر رسائل النور، وهو يعاني من عدة أمراض، ولا يشتهي الطعام، مكتفيًا بكسيرات من الخبز، ولا يقبل هدية ولا تبرعًا ولا زكاة من أحد. وكانت هذه الفترة هي التي شهدت ميلاد «سعيد الجديد»، وكان يؤلف ويكتب باللغة التركية المكتوبة بالحروف العربية، ويأمر تلاميذه بالكتابة بالحروف العربية، حفاظًا عليها من النسيان، بعد أن ألغى أتاتورك الكتابة بالحروف العربية واستبدل بها الحروف اللاتينية.
في كلِّ الأحوال؛ قضى الشيخ سعيد النورسي حياته في خدمة الدين، متنقلاً بين المنافي والمحاكم والسجون، التي جعلها مدارس؛ فجذب آلاف الشبان والشابات من خلال مواعظه ودروسه وكتبه. وبدأ بإصلاح نفسه أولاً، فعمل على تخليصها من كلِّ الرواسب المادية؛ فزهد في المال والجاه والمنصب والشهرة، فتطابقت أقواله مع أفعاله وصار قدوة يحتذى بها.
عندما بلغ النورسي الثالثة والثمانين من عمره، أحس بدنو الأجل المحتوم، فطالب بإلحاحٍ من مريديه، الخروج من إسبرطة والتوجه إلى أروفه، التي توفي فيها في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1379هـ، الموافق للثالث والعشرين من شهر مارس 1960، تاركاً موسوعة إيمانية ضخمة تسمى رسائل النور، تزيل شبهات الملاحدة والماديين، وتثبت حقائق الإيمان وأركانه بدلائل قاطعة، وبراهين ناصعة، تُرجمت إلى اللغات العربية، والإنجليزية، والألمانية، والأوردية، والفارسية، والكردية، والفرنسية، والروسية وغيرها، ودفن في مدينة أورفه. وبعد الانقلاب العسكري في تركيا في 27/5/ 1960، قام الانقلابيون العسكر بنقل رفاته إلى جهة غير معلومة. فلا يَعرف أحدٌ للنورسي قبرًا؛ لكن مقابر تركيا مليئةٌ بشواهد قبور تحمل اسمه؛ وتضم حركتُه الآن الملايين من الأتباع.
لقد كان النورسي أمَّة في رجل، وربَّى تلاميذه بالقدوة، ويُحسب له أنه جاهد لكي يحافظ على الدين الإسلامي في تركيا، بعد إلغاء الخلافة العثمانية، التي استمرت أكثر من ستة قرون، وكانت أهدافه في مجملها أهدافًا عظيمة؛ وفي حياته اجتهد ليقدِّم الأدوية الناجعة للجروح الإنسانية الأبدية، وقدَّمها خلال رسائله وكتبه التي هي من نور القرآن العظيم. والقارئ لرسائل النور، يلاحظ أنّ الرجل قد غالى في مدح تلك الرسائل، لدرجة أن يقترب من توصيلها إلى الوحي، وكذلك الدعوة إلى الاقتصار على القرآن ورسائل النور دون غيرهما، وهذا بدوره أثّر على متابعيه، الذين يرون أنّ «رسائل النور»، وبقية كتب النورسي هي الأساس ولا ينبغي الالتفات إلى غيرها. ويبقى أنّ النُورسي قدّم العقل على النقل، وهي ميزة تحسب له لا عليه.
في الوقت الذي تُثار فيه بعض الشبهات الآن حول الأكراد وعلاقاتهم بإسرائيل، وتحالفاتهم المتعددة ضد العروبة، ونيتِهم في الانفصال عن الأوطان الأم، بأن جعلوا أنفسهم بندقية للإيجار على أوطانهم؛ فإنّ الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي، قد انضم إلى تلك الكوكبة الكردية الطيبة الناصعة البياض، التي آمنت بالإسلام وبالوحدة، مثله مثل الشيخ سعيد بيران الكردي، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد سعيد رمضان البوطي وغيرهم كثر، رحمهم الله أجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق