الفني

محمد عبده .. بي عَبْرةٍ محبوسةٍ تمْتحِنِّي

خاص: التكوين

يُعْرَف ُفنان العرب محمد عبده بصلابته وقدرته على التحمل والصبر، وربما يعود ذلك إلى طبيعة طفولته التي عانى فيها قسوة الفقر وكابد مرارة اليتم والحرمان. ولكن ظهر الفنان الكبير مؤخرا، في أكثر من موقف، وهو يغالب دمعته بكبريائه المعهود، في مشهد يذكّر بأغنيته الشهيرة “الونة” التي يقول فيها: “وبي عَبْرةٍ محبوسةٍ تمْتحِنِّي”. وقد التقط رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المواقف وتداولوها على نحو واسع، وسط تفاعل كبير من عشاقه وجماهيره العريضة.

في لقائه الافتراضي الذي بُثَّ مباشرة قبل ثلاثة أيام من بيته في جدة، على منصة وزارة الثقافة السعودية على الإنسجرام، ظهر فنان العرب في أحد المواقف وهو يحاول السيطرة على مشاعره وإخفاء دموعه، رغم الألم الذي كان واضحا في ملامحه ونبرة صوته المتهدجة بمرارة، حين قال: “ولا يحزنني في هذه الفترة أكثر من أن الإنسان لا يستطيع أن يذهب إلى عزاء صاحب يتوفى أو يقف على قبره .. هذا يحز في نفسي كثيرا جدا.” 

وكان فنان العرب قد ظهر وهو يحاول جاهدا أن يتماسك ويكتم دمعته حين سمع صوت ابنته الكبرى نورة في ليلة تكريمه، في ختام موسم الرياض، التي أطلق عليها “ليلة عراب الطرب”، وهي ليلة رأس السنة الميلادية الجارية، وكان منقولا على أكثر من قناة فضائية. وكعادة فنان العرب يدوس على أحزانه من أجل إسعاد جماهيره الغفيرة التي حضرت تلك الليلة الاستثنائية، فواصل تقديم سهرته الغنائية الطربية، متناسيا أحزانه ودموعه.

وقبل ذلك ظهر فنان العرب يغالب دموعه وأحزانه وهو يتحدث عن وفاة والدته، رحمها الله، في برنامج (هذا أنا) مع الدكتور صالح الشادي، على قناة روتانا خليجية، حين قال أن والدته كانت تحب المدينة المنورة، وأنها دفنت في المدينة ولم تكن تلك وصيتها، وإنما شعر هو بذلك.. وعندما توفيت أخذها ودخل بها المسجد النبوي الشريف للصلاة عليها .. وكان هو آخر الناس الذين يمشون وراء جنازتها، حتى لا يقولوا هذه أم الفنان فينصرفون عن الجنازة”!.

هذه المواقف التلقائية الصادقة تعكس الجانب الإنساني والشعوري العميق الذي يغذي هذه العبقرية الفنية الفذة، هذه العبقرية التي ما فتئت، رغم السنين، تتوقد إبداعا وعطاء خصبا قل نظيره .. مما أعظم النفس التي تتجرع الألم وتحبسه في أضلاعها، وتداري عن الناس لحظات ضعفها وانكسارها، حتى لا يشمت كاره أو يتألم محب.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق