مقالات

وقفة مع الحب

  • بقلم: وداد الاسطنبولي

وقفاتنا مع الحياة ومجرياتها المتقلبة كثيرة، وإن تلمسنا إحدى هذه الوقفات وتأملناها بكل تأكيد سنعيش معها الكثير من الشجن، إلا أنني هنا أستذكر مقولة إليا أبو ماضي حين قال:

” إن نفسٌ لا يشرق الحب فيها هي نفس لا تدرك للحياة أي معنى، ولا تدرك للإنسانية أي رحمة، ولا تميل للقلب أي شعور، ولا تجذب للعقل أي فكر، ولا تشاطر للعاطفة أي انجذاب؛ فأين نحن من هذه الكلمة الصغيرة في كتابة حروفها؟ السهلة في نطقها! العظيمة في معناها!  القوية في تعاملها!.

الحب هوَ العاطفة المغروسة في نفوسنا منذ الأزل البعيد، هذا الشعور الجميل الذي عندما يندفع إلى ذاتنا يصبح قدر لا نستطيع أن نناقشه، إنه خليط وامتزاج لمكونات قد تكون من الغيبيات، ولكن القادر الفهيم يعلم أين يضعها في تكوين الخلق، وفي أي زوايا تكمن في النفس، وكلنا يدرك ماذا ينتج عن الخليط الجيد لأي طبخة تصنعها يدانا، النتيجة وجبة برائحة زكية نهفو جميعا لتذوقها، وأحيانا لرونق شكلها الجميل نمتنع إلا أن تنظر العين لجمالها.

فماذا نقول عن من مزج مكونات الحب؟ وأصبحت وأضحت ضوء يشع بالمعاني الجميلة، ونور يتهافت إلى أرواحنا.

هل تعلمون ماذا كانت مقادير الطبخة؟ إنه القلب، والقلب فقط مكانها، وماذا كانت النتيجة التي وضعت على أطباق المائدة الروحية؟ إنها الإخلاص، الصراحة، الصدق، التفاهم، الأمل، التفاؤل، الثقة… وغيرها لا ندركها، إنها فروع منبعها القلب ومصبها الوداد، فمن رحمة الله بامتزاج هذه العناصر جيدًا في نفسه فلن يجد للسلبيات طريقًا مهما أثرت فيه ظروف الحياة الصعبة، لأنه عند الإسترخاء سيجد أن منبع القلب قد أعطى إشارة  للمصب أن يرسل إحدى فروعه إلى قلب ذلك الإنسان، وماهي إلَّا ثواني ويشعر أنه أصبح على شط الأمان، لهذا يجب أن ندرك، ونؤمن بأن القلب هو بيت الرب دائما وأبدا، ومن حب الله، أحبه الله، فرجائي أن أصحو ذات يوم وأجد العالم قد اختفت عنه الكآبة والأحزان، ولا يعرف للتراكمات السلبية سبيلا، وأخيرا أكمل البداية وما النهاية إلا بداية وأضم صوتي إلى صوت إيليا قائلة:

إن نفس لا يشرق الحب فيها هي نفس لا تدري ما معناها..

أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي وبالحب قد عرفت الله.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق