مقالات

خمسون عاما من الالهام

لم تكن خمسون عاما في تاريخ عمان سنوات عادية، فمنذ عبارة سلطان عمان الراحل في عام 1970 :” ايها الشعب .. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل .. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب”، حتى عبارة سلطان عمان الحالي :”إننا نقف اليوم ، بإرادة صلبة ، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان” ،سنوات من الكفاح والعزيمة تشكلت بأيدي الجد والاب والابن وكل من في عمان.
فهذه الخمسون عاما قد ارتسمت فيها ملامح الالهام العماني، ومعالم الإرادة والتفاني الذي بذله كل من على هذه الأرض.
فالقصة التي تكوّنت بها أم الشعب والأرض التي احتوتنا كانت مصدر فخر لكل من على هذا البلد، والأحداث التي طوتها هذه السنين كانت كفيلة بأن تغرس في روح كل عماني منبعاً فيّاضاً من الدروس والالهام، فمنذ بداية السبعين حيث بداية توقد النهضة عمان لم تقف، بل كانت تواصل المسير بكل فخر نحو الازدهار، وتواجه الصعاب بتكاتف كل من فيها من قائدٍ ملهم وشعب وفيّ، فكل الحواجز التي كانت تقف في وجه عمان كانت تنهار بفضل القوة التي تشكلت وبفضل الخطى والنهج الذي سار به كل عماني، وإن كل هذا هو شاهد يسجله التاريخ، ودرس لكل عماني عن معنى الإرادة والتفاني والعزيمة والقوة ومواجهة الصعاب.
إضافة إلى أن العيد الخمسين عيد مختلف جدا، حيث أنه أتى دون باني عمان الحديثة إلا أنه قدم بحاكم جديد، وأمل آخر ومستقبل أعظم لعمان -بعون الله- ، كذلك نجد على أن العيد الخمسين لن يحمل معه تلك الاحتفالات التي تقام في كل أرجاء عمان، ولن يحمل العرض العسكري الذي كان يترقبه كل عماني، إلا أنه يحمل عزيمة داخلية متجددة في روح كل مواطن في عمان، ويزرع نورا جديدا للعمانيين بعد الظروف التي مررنا بها في عام 2020، فهو بمثابة نافدة تنفتح لتشرق بها عمان من جديد.
فخمسون عاما قد ولّت من تاريخ عمان الحديثة ملهمة بما فيه الكفاية لتجعلنا نقبل لأعوام أسمى وأرفع لعمان، فمهمتنا نحن جميعا أن نحاول أن نجعل من عمان شامخة… مهيبة…سامية….خفاقة أكثر مما مضى، وأن نحاول أن نسمو برفعتها وبإعلاء شأنها .

مارية بنت عبدالله بن صالح البرواني
الحادي عشر/3
العيد الوطني الخمسون
18/11/2020

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق