الفني

العازفة زهراء اليوسف: أتمنى أن أصنع اسما يجوب العالم

يأتي التميز في صور كثيرة ومتعددة، وتأتي الموسيقى بهدوئها وسكينتها، وصخبها وصوتها العالي كصورة مميزة للعازفة الجميلة المحبة لكل ما هو جميلٍ وراقٍ، كجمال أناملها التي تتراقص على مفاتيح البيانو بكل لين ورقة. العازفة ابنة عمان الغالية كما تصف نفسها، والتي ترعرعت على هذه الأرض الطيبة، زهراء اليوسف، الرقيقة كلماتها، تلتقيها التكوين عبر الحوار التالي.

حوار: شيخة الشحية

بداية رحلة العزف
تقول زهراء اليوسف: «عمان الحبيبة التي نلت من خيرها الكثير، وثقتي الكبيرة التي سكنتني عرفتها من كلمات قائدي المفدى جلالة السلطان المعظم وثقته بالمرأة العمانية، بها بدأت رحلتي في عالم الموسيقى بهواية الطفولة، صقلتها فكبرت معي وأصبحت اليوم عازفة عمانية وسفيرة لبلدي الغالي عمان».
وتضيف: «والدتي اكتشفت موهبتي منذ سن الثالثة من عمري، فقد كان باستطاعتي عزف أي مقطوعة لمجرد سماعها مرة واحدة، فساندتني وأخذت بيدي نحو الاهتمام بهذه الموهبة وصقلها. وفي فترة الدراسة في المدرسة كنت المرشحة الأولى لكل ما يخص الموسيقى وهذا ما ساعدني على اكتساب ثقتي بنفسي واعتمادي عليها، وهكذا بدأت رحلة الحب التي جمعتني مع الموسيقى، إلى جانب اهتمامي العلمي والحمدلله أنا اليوم خريجة بكالوريوس إدارة أعمال وهذا ما ساعدني في إدارة عملي في مجال الموسيقى».
الموسيقى في حياتها
ترى زهراء اليوسف أن الموسيقى غذاء للروح، وتقول: «أحب الموسيقى الكلاسيكية وتأثرت بالموسيقار ياني والموسيقى الكلاسيكية فعلا تغذي الروح لما تبثه من راحة للأعصاب، وتساعد النفس والجسم على الاسترخاء». وفي سؤالنا عن ممارستها اليومية للموسيقى قالت: «أعمل حاليا كـ عازفة في فندق جراند حياة وفندق كمبنسي وأعتبر أن هذا العمل تمرين يومي لي، كما أنني أعمل على تدريب نفسي يوميا لمدة ساعة على المقطوعات الجديدة والعمل على معزوفاتي الخاصة من ألحاني وتوزيعي، كما أنني أتمنى أن يكون لي ألبومي الخاص بمقطوعاتي المتواضعة».
وعن الموسيقى في عمان قالت: «عمان بلد يحترم الموسيقى، ونحن أول دولة خليجية تمتلك أوركسترا سيمفونية ودار أوبرا وهذا يدل على ثقافة البلد وإهتمامه بمجال الفن الراقي، كما أن هذا الإهتمام كان له الأثر الكبير على شخصيتي وامتهاني للموسيقى».
العازف الموهوب
المجالات الفنية والأدبية وغيرها متاحة للجميع، وحق مشروع يمكن أن يمارسه كل موهوب، تقول زهراء: «دائما ما أحب أن أكون مميزة في عزفي وما أقدمه من معزوفات، لذلك فأنا لا أعتمد على النوتات في العزف، وهذا ما يمنحني الفرصة للإبحار في عالم الموسيقى بلون وبصمة خاصة بزهراء اليوسف حتى يكون في مسامع الآخرين معرفة بي مباشرة دون أن يذكر اسمي، وهذا هو العازف الموهوب والمميز الذي يجب أن يصنع لنفسه لونه الخاص غير معتمد على التقليد حتى تكاد تخرج من معزوفاته روح تنطق باسمه مع كل بصمة تضرب لوحة مفاتيح البيانو».
تحديات.. مشاركات.. جوائز
طريق النجاح لا يرسم، ولا يكتب، إنما يعاش بكل تفاصيله من جمال وصراع، والتحديات في طريق النجاح كثيرة، فالمطالب ليست بالتمني إنما بالعمل والجهد. تقول زهراء: «واجهت التحدي الأول وهو المجتمع الذي ينظر إلى الموسيقى باستهجان، وبأنها لا يمكن أن تتعدى كونها هواية خلف الجدران محبوسة، فكان لابد لي أن أقتلع الفكرة من جذورها فخطواتي ثابتة وأنا مقتنعة بالجمال الذي يكمن داخلي فلا يمكن لي أن أجعله حبيس أناملي. والموسيقى فن راقٍ لا يجعلني أخجل مما أقدم إنما أفخر به».
وعن المشاركات والجوائز التي حصدتها قالت: «لدي من المشاركات الكثير داخل السلطنة والحمدلله، ومن أكثر المشاركات التي أعتز بها هي مشاركتي كسفيرة لبلدي عمان في كل من دولة قطر، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مبادرة بعنوان «أنغام عمانية» تجوب الخليج جاءت ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني 46، والتي وجدت فيها النجاح بكل المقاييس وأنا أقدم صورة جمالية وموسيقية مشرفة لعمان أدخلت بها السرور إلى نفسي».
كم هو جميل أن تكرم مقابل العطاء بالعطاء، والتكريم اعتراف بوجودك، بقلمك وفنك وأدبك وما تقدمه من إنجازات في مجالك الخاص.
تقول زهراء اليوسف: «كرمت من جهات عدة داخل السلطنة وخارجها والحمدلله ولكن من التكريمات القريبة إلى قلبي والتي أعتز وأفتخر بها هو تكريم صاحبة السمو السيدة علياء بنت ثويني آل سعيد فلها محبة خاصة في قلبي ولأنها صديقة والدتي فهي قريبة مني ومتابعة لي ولفني عن قرب دائما، وأسعد بتوجيهاتها الكريمة، ومن خلال هذا الحوار أغتنم فرصة الحديث عنها وتقديم الشكر لها بكل محبة وتقدير ووقفة احترام لها لما قدمته لي وما زالت تقدمه، ولا أنسى فرصة شكر معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام على اهتمامه ودعمه الكريم لي والذي له الأثر في مسيرتي ونجاحي».
وفي الختام
سألنا العازفة أين تتوجه بطموحها الموسيقي فقالت: «أتمنى أن يكون لي اسم لامع في عالم الموسيقى ليس في حدود عمان إنما اسم يجوب العالم بقوته ومكانته لكي أرفع اسم عمان عاليا فأرد الجميل لها ولمولاي صاحب الجلالة المعظم ولو بالشيء البسيط».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق