العام

في زمن الجائحة الاضطرابات النفسية لدى كبار السن

يمر العالم بجائحة لا تستثني فئة أو عمرا أو جنس، يصاب به الجميع بدرجات متفاوتة، فيروس كورونا كوفيد ١٩ نشر الذعر والخوف مع الحذر، فقد كان معظم ضحاياه هم كبار السن، لتأتي نشرات الأخبار والتوعية على وقع من تجاوز الستين عاما مضرجة بالقلق ” إنه يفتك بكبار العمر” جملة تكفي لإحداث اضطراب تام في نفسيات هؤلاء المسنين.

ولأن كبار السن هم ركيزة المجتمع وأحد أهم أعمدة التوازن في النسيج المجتمعي فقد أولتهم السلطنة متمثلة بوزارة الصحة اهتماما بارزا، حيث يتواجد في مستشفى المسرة قسم يعنى بالصحة النفسية لكبار السن، و للتعرف عن كثب على الجهود المبذولة من قبل المختصين وفي لقاء لنا معها:

 أشارت الدكتورة صالحة بنت علي الجديدية، استشارية طب نفسي وصحة المسنين، رئيسة وحدة كبار السن بمستشفى المسرة بأن المستشفى يمضي وفق برنامج وآليات   خصصت للتعامل مع المسن في وقت الأزمات والأوبئة كوباء فيروس كوفيد ١٩كون حيث أن هذه الفئة اكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وبنسبة تبلغ حوالي ٢٠٪ عن باقي الفئات حسب بيانات منظمة الصحة العالمية. 

وقد لوحظ أن أكثر الاضطرابات انتشارا لدى المسنين هي الاكتئاب و ضعف القدرات الإدراكية والمعرفية ( الزهايمر) و القلق و هذه النسبة تزداد فى أزمات الأوبئة كفيروس كورونا المستجد وذلك نتيجة التهويل مما يؤدي إلى تزايد معدلات الهلع والذعرلدى المسن .

وحول آليات التعامل مع حالات الهلع و القلق نتيجة الخوف من فيروس كورونا تقول الجديدية : يتم التعامل مع تلك الحالات باستخدام العلاجات السلوكية و العلاج الداعم ( الدعم النفسي ) للمسن ، حيث يتم تثقيف الأسرة ومقدمي الرعاية حول العوامل المساهمة والمؤدية للحالة، وطرق الوقاية منها وقد يحتاج بعضها إلى العلاجات الدوائية الموقتة والدعم النفسي من المختصين . 

وتضيف الدكتورة صالحة بأن عنصر الوقاية خير من العلاج ، ومن أساسيات الوقاية من الاضطرابات التي قد تحدث نتيجة انتشار الفيروس برفع حيز الوعي عند القائمين على رعاية المسنين، حيث من المهم مراعاة الجانب النفسي للمريض بطمأنته قدر الامكان اثناء الجائحة وعدم التهويل وتوعيته بالمعلومات المبسطة وحثه على الاحتفاظ باللياقة الصحية، بتناول الغذاء الصحي وكمية  كافية من الماء واستمرار التواصل الاجتماعي معه عن طريق وسائل الاتصال المعروفة حاليا.

وحول ما إذا كان هناك علاقة بين  اضطراب الحالة النفسية للمسن وإصابته بالفيروس أفادت الجديدية أن الدراسات قد أثبتت بأن ٨٠٪؜ من المسنين على الأقل يعانون من الأمراض المزمنة ( كالسكري والضغط )  و٦٨٪؜ منهم قد يعانون من أكثر من مرض مما يؤدي الى زيادة عملية الالتهاب الذاتي فى الجسم وبالتالي نقص المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بفيروس كوفيد ١٩ومع نقص المناعة يزداد التوتر لدى المسن وبالتالي تزيد نسبة الإصابة بالاضطراب نفسي . 

وتضيف الدكتورة الجديدية أن هناك برامج خاصة وضعت لمتابعة المريض والوقوف على المشكلات التى قد يتعرض لها وذلك بالاتصال المباشر به أو بأهله مع تواجد أطباء على مدار الساعة فى حالة الطوارئ للمرضى كما تم وضع برامج الدعم النفسي و حاليا فى صدد تنفيذ برنامج العلاج عن بعد ( tele-Psychitry). 

وقالت : في حالة الاستقرار الصحي للمريض نعمل على الحرص بعدم تعريضه لأي إصابة بالفيروس المستجد حيث يتم صرف الأدوية بطريقة يراعى فيها سلامة المرضى و العاملين الصحيين ، بالتنسيق مع عائلته لإستلام الأدوية من قبل شخص لا يعاني من أي أمراض تنفسية 

أما إذا استدعت الحالة الحضور فيراعى سرعة فحصه مع اتخاذ جميع تدابير السلامة علما أن إدارة المستشفى تمضي في التعامل مع الجائحة وفقا للآلية المدرجة في إدارة الأزمات والطوارئ جنبا إلى جنب مع المعنيين وتم ادراج الاجراءات الوقائية للعاملين الصحيين والمرضى حسب تطور انتشار جائحة كوفيد ١٩.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق