السياحي

جولة رائعة في محمية أبيل تاسمان الطبيعية

تنعم جزيرة تونجا بمناظر طبيعية خلابة؛ حيث إنها تقع وسط مياه فيروزية رقراقة وتبرز صخور الجرانيت المستديرة من المياه، كما تنمو الغابات على المنحدرات الحادة.

ويمكن للسياح الذهاب في جولات بقوارب الكاياك لمدة ثلاثة أيام، حيث تنطلق الرحلة بمحاذاة محمية أبيل تاسمان الطبيعية. وتعتبر هذه المنطقة أصغر محمية طبيعية في نيوزيلندا، وتعد من أهم عوامل الجذب السياحي؛ وذلك من أجل التنزه على مسار Great Walk من الخليج إلى الخليج أو التجديف في المياه الفيروزية. وتعرف هذه الجولة باسم “تيكي”، وعند السير على اليابسة يجد السياح الكثير من مسارات التجول الواسعة والممهدة، كما أنها مزودة بالعديد من العلامات الإرشادية، التي تصف الكثير من النباتات والأشجار الموجودة على مسار التجول, الذي يمر على تلال جافة في بعض الأحيان أو يؤدي إلى أدغال كثيفة الأوراق في أحيان أخرى.

ويشاهد السياح أثناء جولتهم طائر الجرس النيوزيلندي بضجيجه المعتاد وسط الأوراق الكثيفة، كما أن هناك مناطق في هذه الأدغال يسودها الصمت والهدوء، ومن القصص المتداولة أن البحار جيمس كوك قد قام بإرساء سفينته على مسافة واحد كيلومتر من الساحل؛ لأن البحارة لم يتمكنوا من النوم بسبب أصوات الطيور، غير أن المستوطنين الأوروبيين قد جلبوا معهم بعض الحيوانات منها القطط والخنازير والفأر الجرابي وحيوان القاقم بعد وصولهم للجزيرة.

وعند التجول على الرمال الناعمة بالشواطئ المطلة على خليج أناباي يشعر السياح بأنهم في عالم مثالي؛ حيث تحيط صخور الجرانيت بالخليج من كل جانب، وتظهر مياه البحر بصورتها الفيروزية البديعة، التي تظهر في المنشورات الدعائية السياحية، على الرغم من هطول الأمطار لعدة أيام.

ولا يخلو هذا المشهد البديع من ظهور طيور الغاق وهي تفرد جناحيها لتجفيفها تحت أشعة الشمس الساطعة. كما يمكن للسياح مشاهدة الدلافين عدة مرات في الموسم، وكذلك الحيتان القاتلة وأسود البحر.

ويرجع الفضل في تأسيس هذه المحمية الطبيعية خلال عام 1942 إلى السيدة بيرين مونكريف، التي كانت تمتلك مزرعة على الساحل، ولكن الطبيعة كانت أكثر أهمية بالنسبة لعالمة الطيور البريطانية، والتي خشيت من بناء طريق على طول الساحل، والذي قد يؤدي إلى إزالة الغابات المنتشرة في خليج “توتارانوي”.

ولذلك طلبت مونكريف من الحكومة النيوزيلندية حماية شبه الجزيرة بأكملها، وكتبت إلى العائلة المالكة الهولندية بأن المحمية الطبيعية ستكون بمثابة نصبا تذكاريا رائعا لأبيل تاسمان، وذلك بمناسبة مرور 300 عاما على مقابلة أول أوروبي، وهو المستكشف الكبير لقبائل الماوري، التي تعيش في هذه المنطقة.

المصدر: (د ب أ)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق