العام

انتحار طالب يتحول إلى مطالبات بوضع حد لتوقعات الوالدين

نور حياتي إندان (آسيا إن)

ترجمة: التكوين

يجب أن يكون التعليم تجربة ممتعة وليست مرهقة للطلاب. ومع ذلك، تكون هناك العديد من حالات الأطفال الذين خضعوا للضغط من أجل تلبية التوقعات العالية التي يطمح لها آباؤهم ومعلموهم.

في أغسطس من هذا العام أبلغت وسائل الإعلام عن حالة طالب يبلغ من العمر 13 عامًا في جورج تاون، بينانج الماليزية، يُزعم أنه شنق نفسه في حمام شقة والديه بعد أن اشتكى من أنه لا يستطيع التعامل مع واجبه المنزلي. وأظهرت تحقيقات الشرطة أن المراهق لم يكن له رغبة في الدراسة وكثيراً ما اشتكى لوالديه من وجود الكثير من الواجبات المنزلية.

وتعليقًا على هذا الحادث، قال وزير التعليم الدكتور ماسلي مالك إن المدارس يجب أن تكون مكانًا سعيدًا للطلاب لاكتساب المعرفة ورعايتهم. وقال: “لكنها وصلت إلى مرحلة من الضغط … هذا لا ينبغي أن يحدث”.

وقالت الدكتورة نورسفاتول أزنين أ. رزاق، كبير المحاضرين في قسم علم النفس التربوي والإرشاد بجامعة مالايا، إن الأطفال يشعرون بالتوتر عندما يكون لدى والديهم توقعات غير واقعية لهم. وأضاف: “هناك آباء يريدون أن يتفوق أطفالهم على الآخرين. حتى أن البعض منهم يعتقدون أن التفوق الأكاديمي لأطفالهم هو انعكاس للمعلمين ومهاراتهم التعليمية الرائعة، مشيرة إلى أن كل هذه الأمور ستزيد من الضغط الذي يواجهه أطفالهم.

وأشارت نورسفاتول إلى أن الامتياز لا يتم تقييمه الإنجاز الذهني للفرد فقط، وإنما أيضًا في شخصيته وصحته النفسية.

وأضافت أنه من أجل أن يظل الأطفال متحمسين ويتحدون أنفسهم لتحقيق التميز في مختلف المجالات، يجب على الآباء الامتناع عن رفع سقف التوقعات فيما يتعلق بالأداء المدرسي لأطفالهم. وقالت إنه مع مراعاة الفوارق قي القدرات التعليمية للبشر، يجب على الآباء وضع أهداف واقعية لأطفالهم.

وقالت: “إن وضع جدول زمني للأطفال لتحديد وقت الدراسة ووقت الراحة والاسترخاء يعد أمرا جيدا، لأنه سيشجعهم على السعي للتميز دون الشعور بالتوتر”. وقالت أيضًا إنه يجب على المعلمين، الذين يلعبون دورًا مهمًا في تشكيل شخصية طلابهم، وكذلك أولياء الأمور، وضع استراتيجيات ذكية لإبقاء الأطفال متحمسين لعملية التعلم في المدرسة.

وتحدثت رجا بيرميسوري أغونغ تونكو عن خطر ممارسة الكثير من الضغط على الأطفال بسبب أمور التعليم. وقالت إن الأطفال لا يمرون بالطفولة إلا مرة واحدة، ويجب أن يتم منحهم الوقت للعب والاستمتاع بأوقاتهم السعيدة تحت إشراف والديهم وبمساعدة المعلمين”.

قيم إنسانية

في الوقت ذاته، دعت مريم عمر الدين، خبيرة العلاج النفسي والاستشارة ، إلى إجراء تغييرات على التوجه التعليمي في المدارس التي تميل حالياً نحو التحصيل الدراسي العالي. وقالت: “يجب أن تكون أكثر توازنا وأن تركز على مساعدة الطلاب على تطوير القيم الإنسانية ومهارات التفكير الناقد والإبداعي ومهارات التعامل مع الآخرين”.

وقالت الدكتورة سعيدة سراج، محاضرة في كلية التنمية البشرية بجامعة سلطان بن إدريس بجامعة بنديكان، إن التعاون الوثيق بين أولياء الأمور والمعلمين ضروري لضمان تحقيق توازن بين التميز الأكاديمي وتنمية الشخصية لدى الطلاب. مضيفة أن عدم إجبار الطفل (على فعل شيء ما) في أي موقف، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعليم، لا يعني أنه يتمتع بحرية كاملة (لفعل ما يريد). بل يجب أن تكون العملية التعليمية مرنة بحيث يتعلم الطلاب أن يكونوا أكثر انفتاحًا ورغبة في اتباع تعليمات آبائهم ومعلميهم”.

وأضافت أنه يجب أيضًا منح الطلاب الفرصة للدراسة وفق قدراتهم الخاصة، وذلك بتوجيه من معلميهم الذين سيتعين عليهم مراقبة تقدمهم.

وانتقدت رئيسة مجموعة العمل الرئيسي للتعليم (PAGE) داتن نور عظمة عبد الرحيم “الأمهات النمرات” (تطلق تسمية “الأم النمرة” على الأمهات اللائي يدفعن أطفالهن بالقوة إلى تحقيق مستويات عالية من الإنجاز) لأن طرقهن الاستبدادية يمكن أن تضر أكثر مما تنفع. وقالت أنه يمكن للوالدين أن يكونوا صارمين مع أطفالهم عندما يتعلق الأمر بالتعليم ولكن ذلك يعتمد على الحالة. ويجب عليهم توجيه أطفالهم من خلال التفاعل البناء ومنحهم الثقة وفرصة المشاركة في عملية صنع القرار في العديد من الأمور”.

وأضافت نور أن الأنشطة العائلية مثل تناول الطعام وأداء الأعمال المنزلية والمشاركة في أنشطة ترفيهية معًا تساعد أيضًا على خلق جو مرح في المنزل مما يسهل على الأطفال أن يطيعوا والديهم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق