مقالات

رسائل إلى صديقي السري

مروة يعقوب

صديقي العزيز
السري والخاص جدا..

تخيل كم هو ضعيف هذا العالم، ويتضاءل حتى يختفي تماما بحركة إصبع تغلق بها جهازك النقال أو تكبس بها شاشة حاسوبك، فيتوقف كل شيء عن التناثر من نوافذ إلكترونية لا تعلم حتى متى فتحتها!
كم مرة تصاعد في نفسك الالتباس بين ما هو صادق وكاذب؟

أشخاص شفافون جدا، أو هكذا يبدو لنا، يقولون كل شيء يخص حياتهم، وقد يؤكد أحدهم أثناء حديثه أنه من الأفضل أن نسمع عنه أو منه لا من الآخرين.
هل الشخص الشفاف يخبرنا بأشياء كثيرة تبدو غير عادية ليخبئ أمرا أشد منها؟ وهل هي وسيلته للسيطرة على تصوراتنا حوله؟
بالنسبة لي يا صديقي، كل شيء يأتي مع احتمالاته التي تخصه، وكل حديث صريح له أسباب تخص صاحبه فلا تقع في دائرة احتمالات صدق الكلام وعدمه دون التفكير باحتمال أن يكون هذا الكلام الصادق أداة لدس حقائق أهم بكثير!
في كل شيء، والاحتمالات لا تملك مسارا واحدا، فلا تكن مطمئنا تجاه كل شيء، خاصة ما كان سهلا وشفافا.. أعني ما الذي يجعلك متأكدا بأن الشفافية هي حالة صدق تام؟!
أتركك لتنال من الإجابة أو ينال السؤال منك.

أيها الرائع غير المرئي.. أخبرني عن مدينتك:
هل تلعقون أصابعكم وتطمسونها في التراب قبل غسلها بالماء حتى لا تصل رائحة الطعام للفقراء؟
حيث أعيش، حققنا تقدما مذهلا في ذلك، وتجنبا لفقدان ما يثبت تقدمنا فإن البعض –من شديدي الحرص- ممن يقدم يده أمام فم محتاج يوثق بيده الأخرى «مدة يده» كي لا يشكك حاقد بحب الناس للخير.
وإن كنت حريصا بشكل كاف وتثق بمن سبقوك في هذا المسلك فلن تبحث عن الأبواب المكسورة خارج ما أظهرته ألبوماتهم المصورة؛ حيث إنه يكفيك التواجد حيث تواجدوا قبلك. إنهم يعرفون تجاه القبلة فلا تشكك في بوصلتهم ولا تبحث بعدهم.
السلام لمدينتك وقلبك
نفسك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق