مقالات

كـذبـة ابريل

شيخة الشحية

لم تكن تلفتني الأكاذيب التي تأتي مع بدايات شهر ابريل، كنت أسمعها وأنتظر ابتسامة ساخرة من المتحدث حتى أدرك بهذا الفعل أن شهر ابريل قد أطل علينا. يسميه البعض يوم الحمقى لما يتم تداوله من حماقات ومزاح في هذا اليوم، وقد عرف هذا اليوم منذ زمن بعيد وما زال يمارس في معظم بلدان العالم.
وكذبة ابريل نالت من الاهتمام البشري الكثير وخلفت وراءها مفاسد كبيرة، فالبعض منهم قد يكون كذبه أو مزاحه ثقيلًا قالكذب لا يصلح للمرء لا في جد ولا هزل. فعن عمر رضي الله عنه قال: «لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى تدع الكذب في المزاح».
عندما تفكر في أن تجعل لنفسك أو لبلدك تاريخا ورمزا فهذا يتطلب منك الكثير، ولا يمكن أن نصنع التاريخ بكذبة أو مزحة لأن المزاح وجه من وجوه الكذب، ونحن من يبرر الكذب بألفاظ أقل وقعا على مسامعنا فنقول إنها مزحة. والكثير من الدول اليوم ما زالت تمارس هذه الخدعة على أساس أنها عادة جرت فيطبقونها في شهر ابريل من كل عام.
وعن الكذب وممارساته نشهد انتشاره بشكل كبير جدا بيننا، فكلنا نكذب بصورة أو بأخرى، فهناك كذب الوالدين على أبنائهم في بعض الحالات، كذب الموظفين، الكذب في المشاعر لأنك قد تجد الجميع يحبك فجأة، والمجاملات، والكذب في البيع والشراء، والكذب المنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي، بل ووصل ببعضهم الحال إلى الكذب حتى في حقيقة الصور التي ينشرها أصحاب الحسابات التي شربت من التعديلات حتى امتلأت.
ومثلما أمرنا الإسلام في الكتاب والسنة محذرا إيانا من الكذب، فلا يمكن أن نجيزه في مواقف ونحرمه في أخرى، إلا تلك التي لا يترتب عليها أكل حقوق الآخرين، أو سفك الدماء، أو الطعن في الأعراض، أو إنقاذ للنفس البشرية، أو إصلاح بين اثنين، أو مودة بين زوجين، وغيرها من المواقف. لذلك وجب علينا أن نمضي قدما نحو الصدق والحق وأن لا نتطاول على البشر وعقولهم لأن هناك من المؤثرين الذين يتابعهم الملايين من البشر ومن المحتمل أن ينجرفوا خلف هذه الأكاذيب فينقلب بهم الحال إلى ما هو أسوأ وأردى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق