العام

مديرة الرعاية الصحية الأولية بمسقط توضح المفاهيم الوقائية المتداولة عن فيروس كورونا   

خاص: التكوين

منذ بدء انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد، نتداول يوميا الكثير من المفاهيم مثل “التقصي الوبائي” و”الترصد الوبائي” و”الحجر الصحي” و”التباعد الاجتماعي”، وغيرها من المفاهيم الطبية التي يعرفها البعض وتبدو بسيطة لدى البعض، بينما يجهلها الكثير ويرددها بعضنا دون أن يتنبه لمعانيها ومضامينها بشكل سليم. 

الدكتورة هدى بنت أنور خميس ـ مديرة الرعاية الصحية الأولية، بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط، بوزارة الصحة، توضح عبر “التكوين” معاني هذه المفاهيم المتداولة، وتشرح أبعادها، مبنية أهميتها وسبل تطبيقها.

التقصي الوبائي

عن مفهوم “التقصي الوبائي” تقول الدكتورة هدى بنت أنور: هو جزء من الإجراءات الوقائية عند تفشي مرضٍ معدٍ أو وباء. ويقصد به معرفة المصاب، ومعرفة مخالطة والأنشطة التي قام بها خلال فترة انتقال العدوى، وذلك بهدف التعرف على مصدر الفيروس الذي انتقل إلى المصاب. وأيضا التعرف على الأشخاص المخالطين له، ليتم إجراء اللازم من المعاينة والتحليل أو العزل، لضمان عدم انتقل العدوى للمزيد من الأشخاص، وحصر المرض ومنع تفشيه بين أفراد المجتمع.

الترصد الوبائي

أما عن “الترصد الوبائي” فتقول الدكتورة هدى بنت أنور: أنه يقصد به جمع المعلومات والبيانات الصحية بصورة مستمرة ومنتظمة، وتحليلها لتحديد الفئات الأكثر تعرضا للخطر، وتحديد عوامل الخطورة المسؤولة عن حدوث بعض الأمراض أو الوفيات، ومعرفة اتجاه المرض. ويتكون التقصي من جمع المعلومات عن المرض والمتغيرات فيه مثل معرفة متى وأين ظهر، ومن هم الأشخاص المصابون وبياناتهم ويشمل التقصي الوبائي.

وينقسم الترصد إلى نوعي: سلبي ونشط. الترصد السلبي يقصد به التبليغ الروتيني المنتظم وما يحدث من فحص الحالات وتشخيصها ومتابعتها. أما الترصد النشط فيقصد به المسح الوبائي مثل ما يجري في مدينة مطرح. 

التباعد الاجتماعي

وتطرق الدكتورة هدى بنت أنور خميس إلى مفهوم “التباعد الاجتماعي” أو “التباعد الجسدي” موضحة أنه يقصد به بقاء الناس في منازلهم وإيقاف الأنشطة والتجمعات وترك مسافة بين كل شخص وآخر لا تقل عن مترين. ويعد هذا التباعد مهما للغاية في احتواء انتشار الفيروس. ويتضمن المفهوم ضرورة خضوع كبار السن، الذين بلغوا السبعين عاما، للعزل الذاتي، تجنبا لإصابتهم بالمرض، نظرا لضعف الجهاز المناعي لديهم. 

ولا بد من تطبيق التابعد الجسدي في المنزل أيضا، من خلال منع الاتصال الجسدي بين أفراد العائلة الواحدة. ويفضل التواصل بين أفراد الأسرة عبر مسافة لا تقل عن مترين. ويعرف  هذا المفهوم بمفهوم العزل المنزلي، ويقصد به الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد والالتزام بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، ومراعاة الإجراءات الاحترازية للشخص السليم. 

أما إذا كان الشخص مصابا فيظل في العزل المؤسسي أو المنزلي إذا كانت ظروف المنزل تساعده على ذلك. وكذلك بالنسبة للأفراد المخالطين للمريض، يتوجب عليهم البقاء في العزل المنزلي لمدة أربعة عشر يوما وعدم الخروج خارج الغرفة، ويجب البقاء في غرفة جيدة التهوية ووجود دورة مياه مستقلة للشخص المريض مع مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية، مثل غسل اليدين بالطريق الصحيحة والمحافظة على الصحة العامة في المأكل والنظافة الشخصية أثناء العزل. وهنا تأتي أهمية العزل المنزلي في تسطيح المنحنى.

تسطيح المنحنى

كما تطرقت الدكتورة هدى بنت أنور خميس في حديثها إلى مفهوم “تسطيح المنحنى”، مبينة أنه استراتيجية تعنى بإبطاء انتشار المرض، بمعنى توزيع الإصابات على مدة زمنية أطول ومنع حدوث المرض أو ارتفاع المنحنى. ويأتى ذلك بتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والعزل المنزلي والتباعد الجسدي والاجتماعي، وحماية ذوي الأمراض المزمنة وتقليل العدوى . 

واختتمت الدكتورة هدى بنت أنور خميس حديثها موضحة الإجراءات التي اتخذت على مستوى الرعاية الصحية الأولية في محافظ مسقط، التي تمثلت في فرز الحالات من ذوي الأمراض المزمنة، بحيث قسمت الحالات المعتدلة أو المنتظمة في تحكم المرض (السكري والربو والضغط وغيرها) بتأخير المواعيد إلى أوقات لاحقة، وتسهيل استلام الأدوية الشهرية من الصيدلية مباشرة بأوقات منتظمة، ويجري بموجب ذلك إرسال رسالة نصية للمريض. 

 

  

   

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق