السياحي

خليج “هالونج”  الهانيء .. تحت حراسة التنين الأم

كتبت: أنوار البلوشية

للجمال حكاية، وللأساطير حكايات كثيرة، وحكايات أخرى عن التاريخ والسحر والطبيعة، تحكيها “هالونج باي” لا بمنطوق يُسمع، بل بصمت وهدوء لتصبح آسرة لقلبي وروحي.

وجهة جديدة، وجهة مميزة وفريدة من نوعها، هذا ما نضعه نصب أعيننا عند البحث عن المكان المناسب، لقضاء عطلاتنا الطويلة التي تمتد من أسبوع إلى أسبوعين، حتى تصل قرابة الشهر في بعض الأحيان. وقع الاختيار هذه المرة على “فييتنام”، ولكني سأتحدث في هذه المساحة عن بقعة واحدة فقط، زرتها خلال رحلتي إلى هذا البلد الجميل والساحر، ذي التنوع التاريخي والحضاري والبيئي الفريد من نوعه، سأروي قصة مقتبسة من خيال الأساطير، مأخوذة عن لسان قاطنيها وعاشقيها المتيمين، “خليج هالونج” الذي أسميته بالطفل الهانئ بأمان تحت جناح التنين الأم، بحراستها ورعايتها حتى هذا اليوم.

 

بين الحقيقة والأسطورة

قصة جزر خليج هالونج  الصخرية ممتعة للغاية خاصة تلك التي الأسطورة يرويها السكان المحليين والمنقولة عن أجدادهم، الأسطورة بدأت منذ آلاف السنين حين أتى الصينيون لاحتلال فيتنام، قام الإمبراطور الفيتنامي “جاد” بإرسال تنين ليساعد الفيتناميين على مواجهة الصينيين، فقام هذا التنين بنفث آلاف اللآلئ والتي تحولت إلى صخور لتمنع الصينيين من التقدم، وبقى التنين في عرض الخليج يحمي المنطقة حتى يومنا هذا. أما التفسير العلمي الذي اتفق عليه العلماء، فإن هذه الجزر ناتجة عن ظاهرة علمية تسمى ظاهرة “الكارست”، حيث تحولت مناطق الحجر الجيري إلى هذا الشكل، نتيجة تعرضها لتأثيرات جيولوجية مختلفة على مدار 500 مليون سنة.

تتمتع هذه المنطقة بجو استوائي بحري بديع، وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 15-25 درجة مئوية، حيث يمكن ممارسة الأنشطة البحرية المختلفة والاستمتاع بالمناظر الخلابة. يقوم المنظمون بتحديد جدول زمني يتضمن كافة الرحلات المقترحة، يتم توزيعه على غرف المقيمين في السفينة، لمعرفة نوع النشاط حسب التوقيت والأدوات والملابس المناسبة لكل رحلة أو نشاط، مع وجود المرونة المطلقة في اختيار النشاط الذي ترغبه. حيث تبدأ في الصباح الباكر مع رياضة ” التاي تشي” عند الساعة الخامسة والنصف، يليها الإفطار ومن ثم الانطلاق إلى الرحلات الخارجية، ومن الجميل حرصهم الدائم على الاطمنان حول الطعام المناسب لكل شخص، إن كانوا يفضلون المأكولات البحرية أو الدجاج أو أي نوع من اللحوم، وكذلك إن كان أي شخص يعاني من حساسية نحو مأكولات معينة، وأنا وقعت في لذة الربيان الفيتنامي بمختلف أنواعه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة: تفاصيل الرحلة تنشرها (التكوين) الورقية في أحد أعدادها القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق