الفني

العرض العماني “الهيم” يختتم “المسرح الصحراوي” في الشارقة

قدمته فرقة الصحوة محتفيا بالفنون التقليدية

 

 

اختتم العرض العماني “الهيم” عروض الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي وسط حضور جماهيري متنوع حضر أمسيات المهرجان الخمسة، والتي افتتحت بالعرض الإماراتي “الفزعة” بحضور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الخميس الماضي.

وقدمت فرقة الصحوة مسرحية “الهيم” من تأليف محمد بن سيف الرحبي وإخراج أحمد البلوشي، فيما كتب أشعار العرض مطر البريكي، وأبدى الحضور إعجابه بالفنون التقليدية العمانية التي عرضت جانبا من علاقة البدوي بالصحراء، وتمسكه بالمكان كحالة استثنائية ارتبطت لديه بقصة حب قديمة، في حالة فنية قدمت تجربتها على مستوى “مسرح الصحراء” بمشاركة مجموعة من الفنانين المعروفين بينهم خليل السناني وسعود الخنجري وخميس الرواحي إضافة إلى مجموعة من الشباب الذين راهن المخرج على إمكانياتهم كعائشة البلوشية ومقبول العامري وموسى الهنائي وزكريا البطاشي وعارف الخروصي وسلطان الأحمد، إضافة إلى علي العامري كمساعد مخرج والمهندس حبيب البلوشي في تصميم الديكور وصلاح بن جمعة الرئيسي في المؤثرات الصوتية والموسيقية وسعيد عامر مصمما لسينوغرافيا العرض.

وفي عرض الافتتاح احتفت المسرحية الإماراتية “الفزعة” فرقة مسرح الشارقة الوطني بالبيئة الصحراوية وما تحمله من قيم حملها الإنسان العربي خاصة في علاقته مع الصحراء كالشهامة والنخوة وتلبية نداء الاستغاثة للمستجير، و”الفزعة” من تأليف وأشعار سلطان النيادي، وإخراج محمد العامري، بمشاركة مجموعة من الفنانين المعروفين أبرزهم ومن بينهم أحمد الجسمي وإبراهيم سالم ومرعي الحليان وعبدالله مسعود.

فيما اعتمد العرض المصري “عنترة” لفرقة “كريشن جروب”، وهو من إخراج ودراماتورج جمال ياقوت، على أسطورة الشاعر العربي المعروف عنترة بن شداد، واحتفى العرض بالسيرة “العنترية” من خلال المجاميع الكثيرة والمؤثرات الموسيقية والغنائية، ومن خلال جملة أشعار ومقاطع قدمت بلوحات فنية جميلة قصة كفاح عنترة من أجل إثبات نسبه الحر، وسعيه الدؤوب من أجل التخلص من نير العبودية، وإلحاحه على ضرورة أن يعترف شداد به ابنًا له، ثم سعيه المحموم للفوز بمحبوبته عبلة رغم صلف والدها مالك وعنجهيته، حيث رأى في عنترة الرجل الذي لا يشرّف القبيلة حتى وإن كان فارسها الأول وحامي حمى عرينها.

وشاركت فرقة جمعية المسرحيين بنواكشوط مسرحية بمسرحية “فتيان الفريك” والتي اتسمت بالبساطة لتقدم فنون الصحراء الموريتانية، والعرض من إعداد محمد آدمو وسلي عبد الرحمن، وإخراج سلي عبدالرحمن.

كما اعتمد العرض التونسي “خضراء” لفرقة فن الضفتين على “السيرة الهلالية” حيث استلم الكاتب حاتم الغرياني نص المسرحية من كتاب «الجازية» الذي ترجمه محمد المرزوقي، فيما قدم المخرج حافظ خليفة رؤية مبتكرة للنص من خلال إسقاطات عدة على المشهد الراهن سياسيا وثقافيا واجتماعيا.

ولقي العرض ثناء واسعا من النقاد والجمهور لما حفل به من عرض فني مبهر، عبر المجاميع أو الأداء، والمؤثرات الموسيقية، والحركة المتفاعلة حيث قيم الفروسية والذود عن الحمى، والتفاعل مع العرض على مستوى الأغنيات التي قدمها الفنان الكبير لطفي بوشناق، بموازاة الموسيقى التراثية الصحراوية، فكانت أرضية المسرح فضاء رحبا للحياة على تنوعها.

وبحثت الندوة الفكرية “المسرح الصحراوي بين الأصالة والمعاصرة” في محاولة لتحديد هوية لهكذا مفهوم ضمن جلسة مسائية أدارتها الباحثة اللبنانية سوزان علي، وقدم الباحث المغربي حسن يوسفي ورقة بعنوان “المسرح الصحراوي أصالة المفهوم ومعاصرة المنجز” ناقش فيها إمكانية النظر إلى المهرجان كمقترح جمالي وفكري، في حالة بناء وصيرورة في السياق العربي، وليس تجربة مسرحية فحسب، مشيرا إلى أنه “يتعين قراءته في ضوء ما يختزنه من دلالات الأصالة على مستوى صياغته، باعتباره مفهوما مسرحيًّا وتصورًا مميزًا لصناعة الفرجة من جهة، وباعتبار ما يبلوره من مقترحات جمالية معاصرة على صعيد الممارسة والمنجز المشهدي من جهة ثانية”.

وفي ورقته التي حملت عنوان “المسرح والصحراء.. نحو مزاوجة بين التراث والحداثة” أكد الناقد والكاتب السوري هيثم الخواجة على أهمية مبادرة اقتراح مهرجان تستلهم عروضه موضوعاتها وأساليبها من البيئة الصحراوية، منوها بالأصداء التي رافقت الدورات الماضية للتدليل على المكانة المتقدمة التي أحرزها المهرجان حيث يمكن أن يكون “منصة للمزاوجة بين الإرث الحضاري العربي ومستحدثات الحداثة التقنية في الاضاءة والصوت وغيرها من الوسائل التكنولوجية”، فيما شدد الباحث المغربي مصطفى رمضاني على ضرورة وضع قواعد لمصطلح “المسرح الصحراوي”، طارحا سؤالا عما إذا كان من الممكن إضفاء مشروعية ما على مفهوم اصطلاحي عبر إقامة نشاط فني.

وأشار الناقد الجزائري إدريس قرقورة إلى الإمكانات التي يتيحها الفضاء الصحراوي، بوصفه مجتمعًا ونطاقًا جغرافيًّا، للمقاربة الفنية، مؤكدا أن هناك العديد من التجارب المسرحية التي قدمت في منصات دائرية وحلقية، خاصة في الجزائر، أكدت أن من الممكن والأفضل اعتماد هذا الشكل لتفاعل أكثر مع الجمهور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق