الفني

عصام الزدجالي: مستقبل الدراما العمانية مجهول وأطمع في أن أضع بصمة أقوى

الفنان عبارة عن مرآة جميلة نقف أمامها وتقدم لنا مختلف الألوان من المشاهد والمشاعر والتعابير، والفنان عصام الزدجالي من الفنانين الذين قدموا الكثير، فهو صاحب مبدأ ولديه قناعة بأن الفن رسالة سامية، ولذلك هو لا يزال يبحث عن الفرص التي تجعل بصمته في الفن أقوى. عصام الزدجالي فنان راقي الأسلوب والحضور، استقبل «التكوين» بفرح وانشراح صدر فكان للحوار فن آخر من فنونه.

حوار: شيخة الشحية

بداية.. هل قدمت ما يقنعك كفنان؟

أعتبر نفسي قدمت ما يمكن أن أقدمه كفنان صاحب مبدأ وقناعة بأن رسالة الفن هي رسالة سامية وربما أطمع  في أن أضع بصمة أقوى في المستقبل وهو حقٌ مشروع للجميع.

هل تعتبر ما قدمته كافيا؟ وهل يكون التعويل فقط على «المال الحكومي» للدفع بمسيرة الإنتاج في الشركات الخاصة؟

دائمًا نطمح لتقديم المزيد لنثبت أنفسنا ونحقق التحدي مع قدراتنا، ولكن وللأسف معظم الشركات الخاصة تعتمد على المال الحكومي في مجال الإنتاج الدرامي لصعوبة الإنتاج الذاتي فهي مكلفة ماديًّا، وأيضًا لعدم وجود دعم من شركات القطاع الخاص في هذا الإطار. وأضاف: حقيقة لم يسبق لمركز القدس أن عمل كمنتج منفذ على الإطلاق رغم أننا تقدمنا بالكثير من المقترحات لعمل مسلسلات وأعمال درامية راقية فيما لو تم تنفيذها بحرفية وإتقان كما هو معهودٌ لمركز القدس، وهناك شركات إنتاج كثيرة حصلت على أعمال كانت هي المنتج المنفذ لها وهذا شيء إيجابي على الرغم من عدم وجود جهة تقدم معايير لقياس مدى الجودة والإتقان والنجاح أو الفشل مما يجعل مرجعية ومعرفة صدى تلك الأعمال من خلال ردود أفعال وتصريحات الجمهور فقط. وأتمنى أن يحظى مركز القدس بفرصة الحصول على منتج منفذ لعمل درامي إذ إنني أؤكد أن ذلك العمل سيكون محط أنظار وإشادة من الجميع لما لدينا من كوادر فنية متخصصة من معدات تلفزيونية حديثة وعلى أعلى المستويات.

ما هي التحديات التي تواجهها كشركة إنتاج خاصة؟ وكيف ترى الحلول للمشاكل القائمة؟ ولو كنت في موقع صانع القرار هل سترى ذلك ممكنا، خاصة مع محدودية التسويق؟

من أكبر التحديات عدم وجود قناعة بأن المادة الإعلانية والإعلامية مكلفة حيث إن معظم الجهات تساوم على سعر المادة ويعتبرون أن هناك مغالاة من طرفنا، لذا فالوعي بقيمة المادة الإعلامية وحجمها يجب أن يكون منتشرًا لكي يعلم الجميع بالقيمة الحقيقية لها. ولو كنت من صناع القرار سأقدم الدعم المادي واللوجيستي لشركات الإنتاج النشطة طوال أيام السنة، لأن ذلك سيكون بمثابة التحفيز لهم على المواصلة والاستمرار وفتح المجال أمامهم لآفاق التسويق المحلي والخارجي.

هل تطعيم الأعمال المحلية بنجوم من الخارج هو الحل لمعضلة التسويق أو قبول المشاهد بها؟ ولماذا ينجح فنانونا في الأعمال الخارجية؟ وما هي معايير النجاح في رأيك؟

وجود النجوم من الخارج قد يساعد بلا شك في عملية التسويق لكن ما يفرض التسويق هو جودة العمل بكل عناصره مما يجعله عملًا ناجحًا ورائعًا يحتم على الآخرين طلبه بقوة لا المساومة فيه. بعض فنانينا ينجحون في الأعمال الخارجية لجودتها وانتشارها فالجودة في كافة عناصر العمل هي من أهم معايير نجاح الأعمال الدرامية.

الدراما العمانية توصف سابقًا بأنها قوية، ما معايير تلك القوة بنظرك إن رأيت فعلًا أنها قوية؟ ولماذا لم يتصاعد نجاحها.. إن اقتنعت بأنها تراجعت؟

الدراما العمانية سابقًا كان لها توجه واهتمام أكبر من اليوم من قبل المسؤولين مما يجعل العمل بها محفزًا للجميع، وقوتها تكمن في بساطتها وأعتقد أن تصاعد نجاحها يأتي بوجود الاهتمام والتوجه المدروسين مع الخطط الاستراتيجية طويلة المدى لرفع عجلة التقدم بها.

كيف تصف أصداء الأعمال العمانية اليوم؟

بكل صراحة تظل أصداء الأعمال العمانية في محورها المحلي فقط حيث إنها لم تنتشر بالشكل المطلوب خليجيًا وعربيًا وهذا شيء مؤسف مقارنة لما وصلت إليه الدراما الخليجية في الانتشار الجيد منذ مدة ليست بالقصيرة.

كيف ترى مستقبل الدراما العمانية والخليجية بشكل عام؟

مستقبل الدراما العمانية في علم المجهول نظرًا لعدم وجود خطط استراتيجية واضحة لتطويرها أو على الأقل خطط تم الإعلان عنها في هذا الصدد. ولو تم رسم خطط مدروسة للدفع بعجلة الدراما في عُمان فمن المؤكد أنها ستنجح وسوف نرى أعمالا تضاهي الأعمال على المستوى العربي وليس الخليجي فقط. عمان تمتاز بمزايا جذابة للدراما ويأتي المنتجون من شتى بقاع العالم للتصوير فيها بينما نحن نقف مكتوفي الأيدي للتباهي بذلك فقط لا أن نشكل فارقًا بأنفسنا بإنتاجنا الخاص. أما مستقبل الدراما الخليجية فلا أستطيع البت فيه لكونه خليجيًا عامًا وليس حكرًا على دولة معينة.

هل أنت متابع للأعمال الخليجية؟ وأين أنت منها؟

أتابع الأعمال الخليجية بين فترة وأخرى ودائمًا تكون مصدر اهتمامي الشخصي؛ نظرًا لكثرة انشغالي فأنا بعيدٌ عنها ومن يدري قد أكون في بعضها في قادم الأيام.

ماذا تمثل لك الجوائز؟

الجوائز عوامل تحفيزية لا أكثر بالنسبة لي وأعتقد أن الجائزة الحقيقية والكبرى هي محبة وتقدير الجمهور.

كيف تصف تجربتك في التأليف والإخراج المسرحي؟

تجاربي المسرحية تأليفًا وإخراجًا قليلة وأعتبر نفسي في البدايات. ولا أخفي عليكم بأنني أتمنى خوض الأعمال المسرحية بشكل أعمق في السنوات المقبلة بإذن الله تعالى.

متى نرى عصام الزدجالي على خشبة المسرح؟ ولماذا تأخرت عن ذلك؟

أتمنى ذلك قريبًا فأنا أعشق المسرح وأتوق للمشاركة في عمل مشرف وله هدف سام وهذا هو الأهم. ولم أتأخر ولكن بأمانة، الوضع العام للمسرح العماني لا يشجع على ذلك.

تحدثت عن الاعتزال في حوارات سابقة.. متى يصل عصام الزدجالي لهذا القرار؟

تحدثت عن التوقف وليس الاعتزال، وأعتبر نفسي ما زلت كذلك إلى أن تتغير الأمور، فأنا توقفت لأسباب منها ضعف النصوص والتمثيل والإخراج مما يؤثر على جودة العمل وأيضًا تدني الأجور بشكل ملحوظ. وتحتاج الأعمال الدرامية حقيقة إلى موازنات جيدة وليست موازنات متدنية ورغم ذلك تتم المساومة عليها.

اللجوء إلى مواقع التواصل في بث الإنتاج الدرامي .. ما هي أسبابه؟

مسلسل «هيستوريكا» الذي أنتجه مركز القدس للإنتاج الفني والتوزيع هو أول عمل درامي يوتيوبي احترافي، وكان لابد لنا من التوغل في عالم التواصل الاجتماعي لما له من أهمية وجماهيرية في وقتنا المعاصر. وأتمنى أن نستمر على هذا النهج وأن نلقى الدعم المناسب لمثل هذه الأعمال.

لك العديد من المشاركات الإذاعية والمسرحية والدرامية..أين وجدت نفسك أكثر؟

أجد نفسي في كل المشاركات، فجميعها تعكس فكري وروحي ووجداني، وأعشق الإذاعة والمسرح والدراما ففيها أجد ذاتي الحقيقية.

كلمة توجهها للشباب العماني الطّموح والشّغوف بالفن في كل مجالاته؟

الاستمرار وعدم النظر للخلف مهما كانت المحبطات أو العراقيل وأن يضعوا الطموح نصب أعينهم، ويتبعوا ذلك بالعمل والاجتهاد دون كلل أو ملل، وأن يؤمنوا بأن لكل شيءٍ وقته.

بين الفنان والمنتج.. والمتابع، كيف تنظر إلى خطواتك المستقبلية؟

أحاول قدر المستطاع أن أضع خططًا وجداول تناسب تطلعاتي المستقبلية وأتمنى أن أوفق في تحقيقها والسير بخطوات مدروسة فيها لضمان نجاحها وأطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق