كلمتين راس

تم حذف هذه الرسالة

فاجأني صديق بحذف رسائله من محادثة واتساب بيني وبينه، تناولت الشأن العام، وقضايا متداولة..

تكررت على صفحة محادثتنا جملة “تم حذف هذه الرسالة” عدة مرات.. مع أنها محادثة شخصية، مهما قيل فيها من بوح وأفكار وجرأة طرح، مبررا ذلك: “أخاف عن يوديوني وراء الشمس”.

لم أسأل صاحبي عن من سيفعل به ذلك، ولا عن ثقته بعدم تسرب ما كتبه، مع أني شاركته ذات الهموم والهواجس، خاصة في الشأن الثقافي الذي لم يعد قضية في أجندة الحكومة، إنما طرح ما يمس المحسوبيات والواسطات والتعامل مع القضايا الوطنية هو ما جعل الصديق يحذف أفكاره حولها أكثر.

وعندما أعدت عمودي الصحفي ليكون “رقميا” هذه المرة نصحني البعض بالتريث، وتكررت جملة “عن يزعلوا عليك!”.

شخصيا، لا أتفق مع هذه المخاوف، ولا هواجس القلق مما قد نكتبه فيسبب حساسية لدى البعض، لأن هامش الحرية ليس بذات الضيق الذي يستشعره كثيرون بيننا، مكررين أن القانون أورد جملتين على درجة عالية من الصرامة: “المساس بهيبة الدولة” و”إثارة الرأي العام”.

أقولها واثقا بأن الهدوء في النقد، وبما يخدم المصلحة العامة، والشعور بالمسؤولية تجاه الكلمة، ستحمي الكاتب من أية مساءلة، مهما رفع مستوى “نقده”، حيث يمكنه حينها من الدفاع عن “كلمته”، وأنها لم تكتب بقصد الإثارة أو لجوانب شخصية.. بل لأن عمان من وراء القصد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق