كلمتين راس

مدرب المنتخب.. وثقافة التسطيح

هل تعرف، أيها القاريء، أن راتب مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم لشهرين أكثر من ميزانية النادي الثقافي لسنة كاملة؟!.. وان راتبه يفوق راتب وزير بعدة أضعاف؟! وأن تكلفة معسكر (واحد فقط) لهذا المنتخب تبني مسرحا مصغّرا، أو مركزا ثقافيا (مناسبا للولايات) في كل محافظة، يخدم المجتمعات المحلية ليس على المستوى الفني كما يقدمه أبو الفنون، بل يتعدّى ذلك الدور، لآخر تربوي وتوعوي!.

ومع تلك الأرقام، والتي يفضّلون دوما أن تكون سرّية، فإننا لا نلوم اتحاد الكرة وهو يعيش هذه الدراما في عملية اختيار المدرب.. شخص مفكّر يخلف سيء الذكر المدعو كومان، والذي أوصى به خليفته السابق، والذي نال من حظوظ كرة القدم وساما وما لا يعرف من مئات الآلاف.
ولأنها فن صناعة “التخدير الجماهيري” كما قرأتها ذات مرة، فإن وسائل الإعلام، على تنوعها، جعلت من هذه المستديرة علما يفوق كل علم، ومن نجومها من لا يضاهيم أحد في المكاسب والشهرة، طلة منهم بعشرات الآلاف، وقول فارغ من أحدهم تتناقله وسائل إعلام الكرة الأرضية، (وبالطبع هذا الوضع ليس معنا).. ولذلك بديهي أن نعرف لاعبي الفريق الكروي مع أرقام قمصانهم، ولا نعرف أسماء أعلامنا، في شتى المجالات، خاصة الشخصيات المهمة، في الماضي والحاضر..

اختيار المدرب تبدو عملية شاقة جدا، ومسلسل مشوّق، يفوق في الاهتمام به كل القضايا المحلية، فصحفنا تنقل المسلسل باهتمام كبير، حيث العناوين الضخمة، وما يطرح حوله، من نقاش أو تأجيل، أو حتى تكهنات.. لإشعار المجتمع أن القضية مهمة جدا جدا، ومصيرية..

شخصيا كلما قرأت عن تعيين مدرب لأحد أنديتنا أتساءل: “متى يفنشوه؟!”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق